سردار تورغوت - خبر تورك - ترجمة وتحرير ترك برس

هناك أوساط في واشنطن تعلم أن توازن القوى في منطقتنا يتحول ضدها، وتشعر بانزعاج شديد جراء ابتعاد تركيا عن الولايات المتحدة تدريجيًّا، واتباعها سياسات مستقلة في المنطقة بشكل متزايد. وتعمل هذه الأوساط على استخدام سلاح الاقتصاد هذه المرة من أجل السيطرة على تركيا.

الاستراتيجية واضحة: تظن الأوساط المذكورة أن تركيا ستضعف من الناحية الاقتصادية جراء هذا التدخل، وستكون مجبرة على الوقوف أكثر إلى جانب المناورات السياسية للولايات المتحدة.

هناك مساعٍ حاليًّا من أجل نشر شائعة في واشنطن بأن تركيا ستضطر إلى إبرام اتفاق مع صندوق النقد الدولي.

عوضًا عن متابعة الشائعات توجهت إلى مقر الصندوق. وبمساعدة أصدقاء أكاديميين قدامى هناك تحدثت مع بعض الخبراء في الصندوق عن تركيا.

أوضح الخبراء أن الصندوق يعد تقريرًا سنويًّا بخصوص اقتصادات البلدان الأعضاء فيه، وأن نتائج التقرير الخاص بتركيا دُوّنت حديثًا.

بحسب ما ذكره الخبراء فإن الصندوق لا يعتزم اتخاذ أي مبادرة خاصة وليس هناك أي تطور بخصوص تركيا حاليًّا، وأن التقرير مجرد إجراء روتيني.

وأوضح الخبراء أن الصندوق لم يكتشف مشاكل مفاجئة في الاقتصاد التركي خلال الفترة الحالية، وأنه لا يوجد أي جديد يُضاف إلى المشاكل التي تعرفها الحكومة التركية وتقر بوجودها، وتقول إنها ستعمل على حلها.

طلبت من الخبراء نسخة من التقرير، وأرسلوها إلي في وقت لاحق عبر البريد الإلكتروني.

عندما وصلني التقرير المعنون "2018 Article 4 Consultation Staff Report ve Statement by the Executive Director for Turkey " قرأته بعناية كبيرة.

ماذا في التقرير؟

لم أكتفِ بقراء التقرير، بل تحدثت مع بعض الأصدقاء المختصين في هذا المجال. بطبيعة الحال هناك مشاكل في تركيا، بحسب التقرير، والبعض منها خطير جدًّا، لكن المهم هنا هو أن الحكومة التركية أقرت بوجود هذه المشاكل، وأعلنت أنها ستعمل على حلها جميعًا. ولم تكتف بالإعلان بل بدأت باتخاذ بعض الخطوات.

التقرير بمجمله ينحو إلى هذا التوجه. من الملاحظ أن هذه المشاكل يمكن حلها في حال واصلت تركيا مواجهتها والتعامل معها.

تشير الأرقام إلى خروج كمية من رؤوس الأموال من تركيا، إلا أن هذا يعتبر مشكلة عامة في الأسواق النامية، وأن خروج الأموال يتعلق بتحقيقها من قبل الأرباح المخطط لها، وليس نتيجة توقعات بخصوص المستقبل الاقتصادي للبلد. كما أن هناك احتمال لعودة هذه الأموال إلى تركيا في وقت لاحق.

بمعنى أن المستوى الذي وصل إليه سعر الصرف الحالي في تركيا لا يتعلق أبدًا باقتصاد البلد. ويؤكد خبراء من ذوي النية الحسنة في واشنطن أن تركيا ستؤسس قوتها مجددًا في حال واصلت الإقدام على خطوات هي بالأساس تعرفها جيدًا.

عن الكاتب

سردار تورغوت

كاتب في صحيفة خبر ترك


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس