ترك برس

منذ اندلاع الأزمة الأخيرة بين أنقرة وتل أبيب قبل أسبوعين، لا تكاد تخلو وسائل الإعلام الصهيونية يوميا من مقترحات  لمحللين وكتاب رأي حول كيفية التضييق على تركيا. آخر هذه المقترحات قدمها عوديد عيران، الباحث الإسرائيلي في معهد أبحاث الأمن القومي، والسفير الإسرائيلي السابق لدى الأردن والاتحاد الأوروبي.

وفي مقاله الذي نشره في صحيفة غلوبس الاقتصادية، دعا عيران القيادة الإسرائيلية إلى تعزيز التعاون مع من أسماهم المتضررين من أحلام الرئيس التركي أردوغان، وفي المقدمة دول التحالف المناهض لتركيا في الشرق الأوسط، والاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة.

وبدأ عيران مقاله بالقول بأن تبادل طرد الدبلوماسيين بين تركيا وإسرائيل ليس سوى غيض من فيض يهدد شركاء تركيا في حلف شمال الأطلسي، وجيرانها في حوض البحر المتوسط.

ويعدد الدبلوماسي الإسرائيلي السابق الأسباب التي يراها مبررا للتضييق على تركيا، فالرئيس التركي ينتهج- بحسب زعمه- سياسة داخلية وخارجية تتعارض مع المبادئ الأساسية للاتحاد الأوروبي الذي تسعى تركيا إلى الانضمام إليه.

ويضيف أن مشاركة أردوغان في القمة الثلاثية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين والرئيس الإيراني حسن روحاني في مطلع نيسان/ أبريل من هذا العام، أزعجت الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، وبعض القادة الأوروبيين، كما أن أردوغان لا يكف عن توجيه الانتقادات للولايات المتحدة لدعمها للميليشيات الكردية في شمال سوريا، والانسحاب الأمريكي من الاتفاقية النووية مع إيران، وأخيرا بسبب نقل السفارة الأمريكية إلى القدس.

ثم يأتي قرار تركيا شراء منظومة للدفاع الجوي الروسي المتطورة  SS -400، وهو القرار الذي أثار الحيرة بين أعضاء الناتو الآخرين، حيث إن هذه المنظومة لا تتفق مع الأنظمة الغربية التي يستخدمها حلف الناتو.

ويستنتج عيران أن التحركات التركية هي ما دفع إلى تشكيل التحالف غير الرسمي المناهض لتركيا في الشرق الأوسط الذي يضم السعودية ومصر وإسرائيل وبعض دول الخليج، التي تشعر بالقلق من الإجراءات التي اتخذتها تركيا في المنطقة، مثل إنشاء قواعد عسكرية في قطر وعلى الساحل الأفريقي للمحيط الهندي، وتقديم المساعدة لمنظمات مثل حماس، ومساعدة الفلسطينيين، خاصة في القدس، حتى بعد تسوية العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل قبل عامين.

وثمة مجال آخر للتضييق على تركيا، وفقا لعيران، هو التعاون بين إسرائيل ومصر وقبرص واليونان لإسالة الغاز الطبيعي الإسرائيلي في المنشآت القائمة في مصر، بدلا من تصديره إلى تركيا، ونقله إلى مرافق الاستقبال اليونانية بواسطة الناقلات. وعلى هذا الأساس يمكن تطوير تعاون أوسع في شرق البحر الأبيض المتوسط ​​يتكيف مع الوضع الذي أصبحت فيه تركيا عدوًا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!