ترك برس

توصل خبراء أتراك إلى أن تأثيرات وانعكاسات تغير الظروف المناخية الناتج عن الاحتباس الحراري، امتد إلى قطاع إنتاج الملابس وحتى أنماط لباس الأشخاص واتجاهات الموضة.

وبحسب الخبراء فإن تسارع الانتقال بين الفصول الموسمية أدى إلى زيادة الإقبال على شراء المنتجات المستخدمة خلال أشهر السنة الـ 12، خاصة في تلك البلدان التي تشهد تنوعا سريعا في الفصول مثل تركيا.

ونقلت وكالة الأناضول للأنباء عن رئيس المجلس الإداري لرابطة مصنّعي الألبسة في تركيا، هادي قراصو، أن تغير الظروف المناخية أدى إلى تغيير المقاربات ووجهات النظر المتعلقة بقطاع الملابس.

وأضاف أن العديد من الشركات المنتِجة للملابس حول العالم، اضطرت لتطوير تقنيات جديدة تستخدم فيها الطاقة وتقلل من انبعاث ثنائي أكسيد الكربون، لمواءمة مثل هذه التغيرات، مبيناً أننا "نحن البشر من تسببنا بتغير الظروف المناخية، وهي بدورها غيّرت أنماط لباسنا".

وأوضح "نشهد تغيرات فجائية في الظروف المناخية، السنة الماضية تعرضت الولايات الغربية في تركيا لنسبة هطول كبيرة من الثلوج، فيما لم تتساقط الثلوج تقريباً هذا العام، ورغم دخولنا لفصل الصيف، إلا أننا نشهد حدوث سيول في بعض ولايات البلاد"، مضيفاً أن إقبال المستهلكين على المنتجات المريحة، وخفيفة الوزن والرياضية فيما يتعلق بالمنسوجات والألبسة الجاهزة، مبيناً أنها حلت محل التقليدية.

وأرجع السبب في كل هذا التغير في اختيار نمط اللباس، إلى تغير الظروف المناخية، مستدلاً بأن الملابس والأحذية السميكة التي كانت تُنتج في الماضي، لم تعد موجودة في يومنا هذا، بل اختفت تماماً.

وأشار "قراصو" إلى انعدام فترات الانتقال بين فصول السنة في البلدان التي تعيش فصول السنة الأربعة مثل تركيا، قابلها زيادة الإقبال على المنتجات التي من الممكن استخدامها في أشهر السنة كلها.

وأضاف: "نظراً للشتاء القارس الذي تعرضت له تركيا السنة الماضية، وضع المصممون موديلات سميكة تناسب الشتاء ودرجات الحرارة المتدنية، إلا أننا أمضينا فصل شتاء معتدل هذا العام، ما أدى إلى حلول فصل الربيع مبكرا، وبالتالي بقيت المنتجات الفائضة في مخازن الشركات".

ولفت أن الأتراك العاملين في قطاع الألبسة الجاهزة، والبيع بالتجزئة، يمتلكون القابلية الكافية للتغيرات الطارئة في الأسواق والإنتاج.

وأوضح أن تركيا من أسرع البلدان حول العالم في الإنتاج، وأن الزمن الذي يستغرقه المنتج من النسج وحتى وصوله إلى رفوف البيع، يتراوح بين 3-6 أسابيع كحد أقصى.

بدوره، قال رئيس المجلس الإداري لرابطة منتجي الأحذية في تركيا، صابور أنديجان، أن تغير الظروف المناخية ساهم بشكل كبير في دخول التجديد والتغيير لقطاع إنتاج الأحذية.

وأضاف أن "فصول الشتاء الحالية لم تعد قاسية كما كانت في السنوات الماضية، إضافة إلى أن أنماط المعيشة تغيرت بشكل كبير، وتغير معها أيضاً قطاع إنتاج الأحذية".

وبيّن أن شروط السفر المريحة والاقتصاد في الوقت خلال الأسفار، أدى إلى تقليص إنتاج الأحذية المخصصة لفصول الشتاء القاسية.

وربط "أنديجان" تغيّر أنماط إنتاج الأحذية بتغير الشروط الاقتصادية للمستهلكين، وتغير الشروط المناخية، مشيراً إلى زيادة الإقبال على الأحذية الرياضية، والخفيفة المستخدمة في الحياة اليومية والمصنعة بتقنيات معاصرة.

واختتم بالقول إن التغير في الظروف المناخية دفع بالمنتج إلى التغيير السريع، ومتابعة المواسم القادمة قبل أشهر من حلولها، مرجعاً السبب إلى حلول فصل الشتاء قبل انتهاء الصيف وبالعكس.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!