ترك برس

تعود أيا صوفيا إلى العصر البيزنطي، وقد تحولت لاحقا إلى مسجد بعد أن فتح السلطان محمد الفاتح القسطنطينية، ثم إلى متحف، ومؤخرا قام الروبوت السائح برسمها، وستكون البيانات التي يرسمها متاحة ﻷولئك الذين يريدون دراسة هندستها.

بمساعدة التكنولوجيا، سيكون سهلا إلقاء الضوء على الحضارات التي جاءت وذهبت على مدار التاريخ، ورسم خرائط أيا صوفيا وبياناته، بواسطة روبوت سيلقي الضوء على أركان المبنى الأكثر ظلاما.

تستخدم التكنولوجيا الحديثة لجمع المزيد من المعلومات حول الحضارات السابقة في العديد من المجالات. وتعد المناطق الأثرية واﻵثار التاريخية أماكن مثالية لتطبيق ذلك، حيث يمكن للإنسان الآلي جمع البيانات لفهم هذه الحضارات.

وقد تم استخدام هذه التقنيات في آيا صوفيا، المكان التاريخي الأبرز في إسطنبول، كذلك كان من المهم إدخال بنية هذا المبنى الفريد للعالم، وأظهر أكاديميون من قسم هندسة الكمبيوتر بجامعة يلدز التقنية YTÜ مع مجموعة من الطلاب، أن الروبوتات يمكن أن تعمل لصالح الإنسانية.

فقد اصطحبت البروفيسورة سيرما يافوز والأستاذ المشارك فاتح أمايلي والأكاديمي أركان أوسلو، روبوتًا في جولة في آيا صوفيا، باﻹضافة إلى فريق من عشرة طلاب.

وتم نشر الخريطة التي تم إعدادها من خلال الروبوت عبر الإنترنت للأكاديميين الذين يريدون البحث عن آيا صوفيا.

بيانات متاحة للعالم

رَسَمَ الروبوت، الذي طوره أكاديميون وطلاب الجامعة وتتراوح مساحة قاعدته بين 70 و75 سنتيمترًا، خرائط للمتحف الذي تبلغ مساحته 7500 متر مربع. وقد خضع الروبوت "Turist" أو السائح، لاختبار شامل من خلال التجول في الطوابق العليا والسفلى، وفي حديقة المتحف.

كما قام بتسجيل بيانات جميع التفاصيل التي عثر عليها، وإنشاء مجموعات بيانات يمكن للباحثين الأتراك واﻷجانب استخدامها، وتم نشر هذه البيانات في مجلة "Robotics and Autonomous Systems" اليومية كمقالة، ثم إتاحتها للمستخدمين على الإنترنت.

وفي حديث لصحيفة ديلي صباح، قالت قائدة الفريق سيرما يافوز: "تلقينا اﻷذونات اللازمة من أجل التحقق من بيانات مشروعنا، بدعم من مجلس البحث العلمي والتكنولوجي في تركيا TÜBITAK. وقد قمنا بجولة بالروبوت داخل المبنى التاريخي لأيا صوفيا، ولدينا الخرائط الناتجة عنها".

وأضافت يافوز أن الهدف الأول للمشروع كان اختبار الآلية التي طوّرها الفريق، والهدف الثاني هو إنشاء سلسلة بيانات ضخمة يحتاجها الباحثون العاملون في هذا المجال. وأشارت إلى أنه تمت إتاحة بيانات المتحف للباحثيين من مختلف دول العالم.

وأكدت يافوز أن "من المهم جدا أن نقوم بهذا العمل في هذا المكان الكبير والمشهور، سيكون مفيد جدا  للباحثين الذين يعملون في مجال الروبوتات وبعض الشركات، مثل أولئك الذين يطورون ألعاب الذكاء الإصطناعي. وأعتقد انه سيكون مفيدا لبلادنا بالدرجة الأولى".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!