ترك برس

تسأل المعلمة الأطفال ذوي الأعوام الخمسة عن معنى الصيام، فيجيبون بأنه اﻹمساك عن الطعام والشراب والصبر على ذلك حتى موعد آذان المغرب.

يصوم اﻷطفال في هذه المدرسة التحضيرية بالعاصمة التركية أنقرة، فترة قصيرة تمتد حتى آذان الظهر، حيث يتعلمون مبادئ هذه العبادة ومعناها. فيما يُعرف بـ"صيام العصافير"، أو "صيام الغزلان"، وفي تركيا (Tekne Orucu).

تقول إحدى طالبات الروضة "نحن نصوم لأن الله أمرنا بذلك، فلا نأكل ولا نشرب ونصبر، ونكسب من ذلك الثواب".

وﻷن التعاون والمشاركة من المعاني اﻷساسية للصيام في شهر رمضان، فإن كل طفل جلب معه مادة غذائية من منزله لمشاركتها مع الآخرين.

تعمل مُدرّسات المدرسة في كل صف من صفوف المدرسة التحضيرية على بث روح شهر رمضان في نفوس اﻷطفال، ففي أحد الصفوف ترى معلمة تعلم الأطفال بعض الأدعية التي تقال في أثناء صيام يوم رمضان، وفي صف آخر معلمة تعلم اﻷطفال حفظ وتلاوة قصار سور القرآن الكريم.

وفي حديث لقناة الجزيرة، قالت إحدى المعلمات: "الأطفال في هذا العمر كالبذور، إن زرعتها في بيئة جيدة أعطت جيلا طيبا، وإن تؤسس الطفل على حب العبادة فمعنى ذلك أنها ستكون جزءا أساسيا من حياته عندما يكبر".

وفي وقت آذان الظهر تماما، يؤذن المؤذن في المدرسة التحضيرية معلنا دخول وقت الظهر، ما يعني انتهاء وقت الصوم عند هذه البراعم الصغيرة، ليبدأ الجميع في تناول الطعام والشراب، فرحين بإتمامهم صيامهم إلى الوقت المطلوب.

مع أنهم ليسوا مكلفين بالصوم في هذه المرحلة العمرية، فإن الهدف من الصيام هو ترغيب الطفل في الصيام وتعويده على استنباط القيم من هذه العبادة، وتقريبه من الشعائر الأخرى.

وبين الفينة واﻷخرى، تجمع المدرسة اﻷهالي في أحد المسارح القريبة منها، ليقدم لهم الأطفال عروضا فنية، تتضمن عروضا مسرحية لما تعلموه من عبادات وقيم جديدة.

وتقيم البلديات في كافة الولايات التركية، فعاليات للأطفال دون سن العاشرة، يتجمع خلالها هؤلاء الأطفال على مائدة إفطار جماعي مع حلول آذان الظهر، لتشجيعهم على الصوم، وإحياءً لتقليد عثماني متمثل في "صيام العصافير".

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!