صحيفة فاستنيك كافكاز الروسية - ترجمة وتحرير ترك برس

لا تزال تركمانستان واحدة من بين الموردين الواعدين للغاز الطبيعي نحو أوروبا، ومن منتجي الهيدروكربون، حيث أن 80 بالمئة من ترسبات الهيدروكربون تتركز أساسا وسط البلاد. ومن خلال التعويل على هذا الاحتياطي، ستتمكن تركمانستان من تنويع صادرات الغاز والعمل على إنشاء نظام أنابيب متعدد الاتجاهات، لتكون بذلك من بين المساهمين في الحفاظ على التنمية المستدامة للطاقة على مستوى العالم.

ستشهد المنطقة حدثا مهما يتمثل في فتح خط أنابيب الغاز عبر الأناضول، ويحظى هذا المشروع بدعم كبار الساسة العالميين بمن فيهم الرئيس التركماني قربانقلي بردي محمدوف. ومن المنتظر أن تكون مشاركة تركيا في تطوير قطاع الطاقة في تركمانستان واعدة، حيث تبذل أنقرة جهودا حثيثة لكسب موطئ قدم لها في هذا البلد الغني بالهيدروكربون، مستغلة مكانتها الهامة في سوق الطاقة الأوروبي. وقد أعربت تركيا في عدة مناسبات عن رغبتها في المشاركة في بناء خط أنابيب الغاز بين تركمانستان وأفغانستان وباكستان والهند، ولدى تركمانستان آفاق واعدة في هذا المجال.

لا بد من التطرق لعدد من النقاط الهامة عند تسليط الضوء على التعاون الثنائي بين أنقرة وعشق آباد. وتعتبر تركيا الدولة الأولى التي دعمت تركمانستان سنة 1995 في قانون "الحياد الدائم". وبناء على هذا الموقف، من الممكن اعتبار العلاقة الثنائية بين تركيا وتركمانستان مثالية، لا سيما أن قانون الحياد الدائم لتركمانستان لطالما كان موضع تقدير من قبل تركيا، التي ساهمت بدورها في تحسين موقف تركمانستان أمام المجتمع الدولي.

وخلال زيارته لتركيا، أكد رئيس تركمانستان على أهمية العلاقات الاستراتيجية بين عشق آباد وأنقرة، مشيرا إلى أن بلاده ستظل مهتمة بمسألة زيادة الاستثمارات التركية. وحتى الآن، تضم تركمانستان قرابة 600 شركة تركية تعمل في مجالات متعددة، على غرار التجارة والاستثمار والبناء والطاقة والنقل والاتصالات والمنسوجات والصناعات التحويلية.

ما هي استراتيجية التعاون بين الدولتين للسنوات الخمس القادمة؟

زادت فرص تركيا لتكون أحد ممرات عبور الغاز التركماني، الذي من المتوقع أن تبدأ عملية تصديره إلى أوروبا بحلول سنة 2019. ومن الممكن أن يكون لتركيا تأثير إيجابي لحل مشكلة بحر قزوين، الأمر الذي سيساعد تركمانستان على الانتهاء من مشروع نقل الغاز إلى أوروبا في أسرع وقت ممكن. 

وقد يتمكن الجانب التركماني بالاعتماد على تركيا من ترسيم حدود بحر قزوين، الذي يضم حقول غاز بنسبة 6 بالمئة من إجمالي احتياطي الغاز في العالم. ولكن لدى عشق آباد بديل لهذا الممر، ويمكنها تصدير الغاز عن طريق مد أنابيب الغاز عبر إيران، علما وأن طهران أيدت هذا المشروع في العديد من المناسبات خاصة أن خط الأنابيب البري سيكون أقل تكلفة لتركمانستان وسيوفر عدة مزايا اقتصادية لإيران.

وبالنظر إلى الوضع الجيوسياسي الحالي في المنطقة والتحديات التي تواجهها الصفقة النووية مع إيران، تبدو تركمانستان حذرة للغاية بشأن تنفيذ مشروع أنابيب الغاز. وفي ظل هذه العوامل، تحاول تركمانستان تقييم مصالحها الاقتصادية والتجارية مع جميع البلدان التي من المحتمل أن تمر عبرها خطوط إمدادات الغاز.

على الرغم من آفاق التعاون الواضحة التي قد تجمع تركمانستان مع بعض الدول في مجال الطاقة، إلا أنها تعير اهتماما بالغا لمسألة التعاون في مجال البنية التحتية للنقل الدولي، وتركز على تنفيذ مشاريع الطرق البحرية والبرية من خلال القوقاز نحو تركيا. كما تحتاج تركمانستان إلى دعم تركيا في أشغال ترميم الميناء البحري في تركمانباشي.

واستنادا على الخبرة والنجاحات التي اكتسبتها تركيا في مجال السياحة، فإن تركمانستان مستعدة للتعاون معها لدعم اقتصادها الوطني. في هذا الصدد، يتلقى العاملون في المجمعات الفندقية في منطقة "أفازا" السياحية دورات تكوينية سنوية، حيث تقوم اللجنة الدولة التركمانية للسياحية بالتعاون مع الوكالة التركية للتعاون والتنسيق، بتدريب المتخصصين في هذا المجال في شركة سياحية تركية. ومن المتوقع أن تؤثر خبرة الأتراك في مجال السياحة على العمل المشترك مع تركمانستان بشكل إيجابي، لتكون دولة أكثر انفتاحا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!