ترك برس

مع ارتفاع درجات الحرارة في منطقتي بحر إيجة و البحر المتوسط يفضل الكثيرون التوجه إلى مناطق البحر الأسود بحثا عن المناخ المعتدل وهربا من ضوضاء المدن وأملا بقضاء عطلة هادئة وجميلة تجمع بين أحضان الطبيعة الخضراء ومياه البحر التركوازية الصافية في آن واحد، وما مدينة " أكشاكوجا" (Akçakoca) إلا المكان الذي نتحدث عنه.

فهي تعد لؤلوة غرب البحر الأسود المطلة عليه وهي أكبر مدن ولاية دوزجه والتي تقع شمالها وتبعد قرابة 38 كيلومتر عن مركزها. كما تعتبر نجمة لامعة بين أنقرة وإسطنبول، فاسمها القديم "المدينة اللامعة"، وتاريخها زاخر بالحضارات، فهو يعود إلى نحو 650 سنة قبل الميلاد حيث أول من استوطنها الليديون ومن بعدهم البيزنطيون وتم ضمها إلى أراضي الدولة العثمانية لاحقا.

وبسبب موقعها الجغرافي المميز تمتلك أكشاكوجا غطاء نباتيا متنوعا، وينبع فيها نهر "ميلين" و تمتلك ساحلا بطول 40 كيلومتر ذي رمال نقية ومياه صافية.

وأشار رئيس بلدية "أكشاكوجا" السيد "جنيد يمينجي" إلى أن أعمال الترميم جارية على قدم و ساق لقلعة "جنفيز" وهي القلعة التي أنشأها الجنفيزيون عام 1226 من أجل حماية السفن التجارية المارة من هناك، كما استخدمت أيضا كبرج للمراقبة في الحقبة البيزنطية في أثناء الحملات الصليبية أنذاك، ونوه السيد "يمينجي" بأن موقع القلعة المطل على البحر جعلها أحد نقط الجذب المفضلة من قبل السياح الأجانب وبالأخص من قبل النساء، فيوجد قسم مخصص للنساء للسباحة والاستجمام على شاطئ البحر، كما يوجد شاطئ عائلي غرب أسوار القلعة، أما بالنسبة إلى ذوي الاحتياجات الخاصة فقد قامت البلدية بتجهيز عربات مخصصة لنقلهم وإيصالهم إلى شاطئ البحر.

أهم ما يميز أكشاكوجا أنها ما زالت محافظة على المعالم التاريخية والأثرية فيها، فتعد الأحياء التالية أقدم الأحياء الأثرية في المنطقة: حي الجمهورية وحي يوكاري وحي حجي يوسف وأورهان غازي، التي تتسم بمنازلها العريقة ذات التصاميم والطرز المعمارية المختلفة والمزينة بالنباتات الخضراء.

من أوائل المدارس التي افتتحت في عهد الجمهورية التركية في أكشاكوجا:

تعتبر مدرسة أورهان غازي محط أنظار المصورين والمهتمين بالتاريخ فهي من أوائل المدارس التي افتتحت في عهد الجمهورية التركية عام 1928 من قبل الرئيس كمال أتاتورك.

 

تتميز المنطقة بأنها وجهة مناسبة لعشاق الرياضة، ففيها مسار مخصص لممارسة رياضة المشي على شاطئ البحر، ويفضل المشي حافي القدمين لأنكم ستشعرون براحة كبيرة جدا بعد المشي، ولا تنسوا أيضا ممارسة رياضة التجديف الزورقي في نهر "ميلين" الذي يبلغ طوله قرابة 12 كيلومتر، وتستمر الرحلة قرابة الساعة والنصف. 

أماكن ينصح بزيارتها في أكشاكوجا

وادي كوروغول kurugöl Kanyonu

يقع في قرية "كوروغول" التابعة لمدينة أكشاكوجا ويبعد عنها مسافة 14 كيلومتر، المكان هنا مفعم بالحيوية ومليء بالأكسجين ومزين بغابات الزان، ويحوي أيضا شلالا جميلا يدعى شلال كوروغول، كما يمكنكم أيضا زيارة مناطق قريبة من هنا مثل كاراسو Karasu وكوجا علي Kocaali وغيرها.

منتزه جوماياني Cumayanı Mesire Alanı

يقع بالقرب من قرية "غوك تبه" Göktepe جنوب غرب مدينة أكشاكوجا و يبعد عن مركزها مسافة ثلاث كيلومترات، ويعد هذا المكان متنفسا جميلا بعد رحلة سفر شاقة فتنتشر فيه أشجار التنوب من كل جهة وتخترقه الجداول الرقراقة، وهو مكان مناسب لالتقاط الصور الرائعة، إضافة إلى احتوائه بعض المعالم الأثرية كبقايا حمام يعود للحقبة السلجوقية وجامع أولياء التاريخي وغيرها من المعالم التاريخية.

ولعشاق الأكل التركي نطمئنهم بوجود مطعم يقدم أشهى المأكولات البحرية كسمك "ألاباليك" وغيرها من الأكلات الشعبية اللذيذة. 

مغارة "فاكيللي" Fakıllı Mağarası

تعتبر وجهة هامة ونقطة جذب مميزة للسياح، وتقع على بعد 8 كيلومترات جنوب شرق مدينة أكشاكوجا في قرية فاكيللي. وتم تصنيفها من الدرجة الأولى بين المعالم الأثرية من قبل وزارة الثقافة والسياحة، وبالرغم من طولها الكبير البالغ 1017 مترا إلا أنه و لدوافع أمنية تم فتح 350 مترا منها فقط للزوار.

وينصح الأطباء بزيارتها لأن جوّها مفيد للمصابين بمرض الربو.

جامع قرية همشين Hemşin Köyü Camii

أنشئ في الحقبة العثمانية عام 1877 من قبل الهمشينيين القادمين من مدينة همشين التابعة لولاية أرتفين عقب الحرب العثمانية- الروسية، ويقع الجامع على بعد نحو 15 كيلومتر عن مدينة أكشاكوجا.

يتميز الجامع بشكله الفريد، فالطابق الأول مبني من الحجارة والثاني مبني من الخشب، أما المئذنة والمحراب والمنبر فمبنية من الخشب.

الإقامة Konaklama

إن كنتم ترغبون بالإقامة بفندق مخدم ذو إطلالة رائعة على البحر الساحر فنوصيكم باختيار فندق "ليفادي" Livadi، وبسعر مناسب جدا يبلغ 300 ليرة تركية أي ما يعادل 75 دولار أمريكي تقريبا لشخصين ولليلة واحدة، ووجبة إفطار مجانية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!