ترك برس

مع عودة الهدوء إلى مسار العلاقات الأمريكية التركية بعد الاتفاق حول مدينة منبج، واستمرار التنسيق بين تركيا وروسيا بشأن سوريا، رأى الباحث في الشؤون التركية- الروسية، الدكتور باسل الحاج جاسم، أن موقف أنقرة المحايد بين واشنطن وموسكو يجعلها قادرة على إحداث تغيير حقيقي في مسار الحرب في سوريا عبر التقريب بين جميع الأطراف، وأن تثبت قدرتها على إحداث تغيير في مسار الأحداث في سوريا.

وأشار الحاج جاسم في هذا  الصدد، إلى التصريح الذي أدلى به رئيس لجنة الدفاع في مجلس الدوما الروسي، فلاديمير شامانوف، وقال فيه إن تركيا تعمل كوسيط لتهدئة التوتر بين روسيا والولايات المتحدة بشأن سوريا، وأن رئيس الأركان التركي، الجنرال خلوصي أكار، ينسق التواصل بين موسكو والناتو.

وأكد جاسم في مقال نشره موقع "The London post" أن التفاهم الروسي التركي حول سوريا يقيد رغبات الولايات المتحدة في سوريا، لكنه لم يوقف علاقات أنقرة مع واشنطن في سوريا، حيث تسمح واشنطن لأنقرة بمواصلة إعلان موقفها المناهض لنظام بشار الأسد، وإن كان التحالف الاستراتيجي بين البلدين لم يوقف التعاون بين الولايات المتحدة ووحدات حماية الشعب، الفرع السوري لحزب العمال الكردستاني.  

وفي المقابل فإن استمرار المحادثات التركية الأمريكية حول سوريا يمنع روسيا من أن تكون صاحبة النفوذ الوحيد في القضية السورية من جهة، ويجعل واشنطن تدرك أنه لا مفر من أخذ مصالح تركيا في على محمل الجد.

ووفقا للباحث، فإن محادثات أستانا بين تركيا وروسيا وإيران رغم تعرضها للكثير من الصدمات في الآونة الأخيرة، ما تزال هناك حاجة مشتركة لاستمرارها بين الدول الثلاث، وذلك من أجل وقف التوسع الانفصالي الكردي المدعوم من واشنطن، تحت ذريعة محاربة داعش.

ولفت في ختام مقاله إلى أن أنقرة تحاول أن تظل على الحياد إزاء  التوتر الأمريكي الروسي، خاصة أنها مرتبطة بالبلدين في كثير من الملفات، كما  تختلف معهما في ملفات أخرى، وليس لها مصلحة في الانحياز إلى أي منهما فيما يتعلق بسوريا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!