ترك برس

أكد موقع "أوراسيا ريفيو" أن تركيا المستفيد الوحيد من اتفاق منبج، وأن الزعيم التركي، رجب طيب أردوغان، المعروف بقدرته على المساومة، نجح في كسب طموح واشنطن للحد من نفوذ موسكو في الشرق الأوسط وإجبار ترامب على بيع منظومة باتريوت المضادة للصواريخ إلى تركيا، وفي الوقت نفسه إبعاد الميليشيات المرتبطة بتنظيم "بي كي كي" عن الحدود التركية.

جاء ذلك في تحليل سياسي نشره المركز عن الاتفاق الأخير الذي توصلت إليه تركيا والولايات المتحدة في الرابع من الشهر الجاري بشأن مدينة منبج، والذي ينص على انسحاب الميليشيا الكردية المرتبطة بحزب العمال الكردستاني، واستبدالها بوحدات تركمانية وعربية ستحكم السيطرة على المدينة والمناطق المحيطة بها.

وبدأ الموقع تحليله بالإشارة إلى أن التصريح الذي أدلى به وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، في المؤتمر الصحفي المشترك مع وزير الخارجية الأمريكي، مايك بومبيو، يدل على توافق الآراء من حيث المبدأ بين أنقرة وواشنطن بشأن القضية السورية.

ووفقا للموقع فإن من أهم نتائج التوافق الأمريكي التركي حول منبج أمرين:

الأول، أنه وفقا لما قاله جاويش أوغلو، سيتم استخدام خريطة الطريق حول منبج في مناطق أخرى من سوريا. وهذا يعني أن أنقرة لا تنوي التخلي عن خطط إنشاء منطقة عازلة على طول الحدود التركية السورية من أجل جعل هجمات التنظيمات المرتبطة ببي كي كي على أراضي تركيا مستحيلة.

ومن المخطط أن يتم استيعاب هذه المنطقة من قبل التركمان والعرب. كما أن استبقاء السكان الأكراد غير المرتبطين بحزب العمال الكردستاني غير مستبعد.

وعلى ذلك، فإن التنظيمات الانفصالية سوف تضطر إلى الابتعاد عن الحدود إلى أراضي سوريا، وهو ما سيؤدي بلا شك إلى انتقال المناطق السكنية التقليدية للأكراد إلى القوات الموالية لتركيا.

وأشار الموقع إلى أن تنفيذ هذه الخطط قد يكون مستحيلاً بدون دعم الولايات المتحدة التي راهنت على الأكراد في محاربة داعش، ولكن مع هزيمة الإرهابيين اختفت الحاجة إلى الأكراد، الأمر الذي يسمح للولايات المتحدة بالتضحية بهم في المساومة مع تركيا.

الثاني: أن ما صرح به وزير الخارجية التركي حول احتمال شراء أنظمة الدفاع الجوي الأمريكية باتريوت يجيب على السؤال المتعلق بأسباب التغير الجذري في الموقف الأمريكي تجاه الأكراد.

وأوضح الموقع أن الهدف الأساسي للولايات المتحدة، خلال الأشهر القليلة الماضية، كان منع تعميق التعاون بين تركيا وروسيا في الشرق الأوسط. وكانت صفقة شراء تركيا لمنظومة الدفاع الروسية إس 400 مؤشرا على ذلك.

وخلص الموقع إلى أن الولايات المتحدة إذا لم تحافظ على وعدها لتركيا، وواصلت دعم الميليشيات الكردية، ستظل صفقة شراء إس 400 قائمة، إما إذا غادر الأكراد منبج ومناطق أخرى حددتها أنقرة، فسوف تحصل تركيا على منظومة باتريوت الأمريكية، وقد تضحي بالعلاقات مع موسكو.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!