ترك برس

رأى خبير روسي في شؤون الشرق الأوسط، أن ظهور حلف بين تركيا والولايات المتحدة الأمريكية في سوريا، سيكون تحديا للمصالح الروسية في هذا البلد، وسوف يقوض عملية أستانا التي ترعاها كل من تركيا وروسيا وإيران.

جاء ذلك في تقرير للخبير "يفغيني ساتانوفسكي"، تحت عنوان "الجميع ضد أردوغان" في موقع "كوريير" للصناعات العسكرية، حول حفاظ تركيا على سياستها حيال روسيا وسوريا في جميع الأحوال، بحسب وكالة (RT).

وقال الخبير إن أنقرة وواشنطن ستعملان على معايير "خارطة الطريق" لسحب "وحدات حماية الشعب" الكردية (YPG) من منطقة "منبج" السورية.

وأعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن الرئيس رجب طيب أردوغان، وافق على "خارطة الطريق"، كما أعرب عن أمله في أن يتم يكتمل سحب التشكيلات الكردية خلال ستة أشهر.

وبحسب الخبير، فإنه عند تنفيذ خارطة الطريق، سيكون على الوحدات الكردية الابتعاد إلى العمق عن حدود سوريا مع تركيا، الأمر الذي سيسمح بتكثيف وجود "قوات سوريا الديمقراطية" في مناطق إشكالية شرقي الفرات، وسيضع "الأراضي الكردية" التقليدية تحت مرمى القوات الموالية لتركيا.

وأضاف ساتانوفسكي أن استعراض التخلي عن تزويد الأكراد (بالسلاح) وتشكيل حلف عسكري سياسي مع تركيا، يغير التكتيك الأمريكي كله في الاتجاه السوري. فيتم تحقيق ما رفضته الولايات المتحدة بصورة قطعية عمليا على مدى قرابة عام.

واعتبر أنه ثمة أمر لا مفر منه هو الانهيار الحتمي لعلاقاتها (واشنطن) مع الأكراد مع المماطلة بسحب تشكيلاتهم من المناطق العربية السنية إلى أماكن إقامتهم التقليدية، بسبب زيادة الخطر التركي.

هذا السيناريو، يهدد بانتهاء التحالف الأمريكي الكردي وبمواجهة واشنطن عجزا في القوى الموالية لها شرقي الفرات.

وفي الوقت نفسه، لن تتمكن من تعويض الخسارة بقوات موالية لتركيا أو عرب محليين. فتسليم عفرين ونقل الأكراد من هناك إلى ما وراء الفرات يشهدان على ذلك.

وتابع الخبير الروسي: على ما يبدو، الأمور لا تسير بسلاسة بالنسبة لأنقرة كما تحاول أن تُظهر. فعلى الأرجح، كان هناك شرطان أمريكيان حازمان للوصول إلى الاتفاق.

أولهما، التخلي عن شراء إس-400 من روسيا، وتجميد "خارطة الطريق" إلى أن يتم القضاء كليا على قوات تنظيم الدولة في منطقة الحدود العراقية السورية حيث تدور عملية عسكرية واسعة بمشاركة الأكراد.

فإذا ما تم خداعهم فستكون هناك تغيرات جدية في الموقف العملي في شمال سوريا. أما في الواقع، ففي الظروف الراهنة، من المشكوك فيه جدا ظهور حلف أمريكي-تركي في سوريا.

فذلك سيكون تحديا للمصالح الروسية في سوريا، وسوف يقوض عملية أستانا. ولن يبقى دون رد يصعب التنبؤ به من جهة موسكو. وفي أن يغامر أردوغان بذلك قبيل الانتخابات خطر كبير".

وتعتبر مدينة منبج بريف حلب شمالي سوريا نقطة صراع دولية تجتمع على أرضها جميع القوى المتخاصمة والفاعلة على الأراضي السورية.

في السياق، يرى أَنطون ماردَاسوف، الخبير في المجلس الروسي للشؤون الدولية، أن الاتفاق بين واشنطن وأنقرة حول منبج يمكن أن ينعكس بصورة مباشرة على عملية أستانا حول سوريا التي تشارك فيها روسيا وتركيا وإيران.

ويقول مارداسوف: "عملت جميع اتفاقات أستانا بنجاح، لأنه كان هناك مادة للمساومة. الآن، بعدما حققت تركيا إنشاء منطقة عازلة على حدودها، لن يكون من السهل الاحتفاظ بها (أستانا) في شكلها الثلاثي".

إلا أن جاويش أوغلو أعلن أن اتفاق أنقرة مع واشنطن على "خارطة طريق" حول منبج ليس بديلا عن التعاون مع موسكو، فقال للصحفيين، الثلاثاء: "أنشأنا مع إيران وروسيا في أستانا مناطق خفض التصعيد وندعم وقف إطلاق النار".

وفي حديث إلى صحيفة "سفُوبودنايا بريسا" الروسية، زعم كبير المحاضرين في المدرسة العليا للاقتصاد، ليونيد إيساييف، أن "الولايات المتحدة، عرضت على تركيا إرغام المقاتلين الأكراد على مغادرة منبج، من أجل تطبيع العلاقات، التي ساءت على مدار العام الأخير، مع أنقرة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!