سردار تورغوت – صحيفة خبر تورك – ترجمة وتحرير ترك برس

عندما استقال ستيف بانون كبير الاستراتيجيين في البيت الأبيض، عهد إليه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بمهمة سرية، لم يدرك كنهها أحد. 

فالولايات المتحدة بدأت منذ ذلك اليوم رسميًّا بالعمل على زعزعة الأنظمة السياسية المستقرة في العالم بأسره، وإحلال أنظمة شعبوية يقرها ترامب محلها. 

قام ترامب بالخطوات اللازمة في أمريكا، وزعزع الأنظمة على مستوى الزعماء في قمة مجموعة السبع، بينما كان بانون يتولى العمل على مستوى القاعدة في أوروبا. 

نتيجة تحركات بانون في النمسا وإيطاليا تزعزعت الكيانات المركزية في البلدين، وتزايدت قوة التيارات الشعبوية بشكل كبير. ومن المعروف أن لبانون إسهامات كبيرة في حكومة النمسا التي أغلقت مساجد في البلاد. 

خبراء في واشنطن مختصون بهذا النوع من الكيانات السياسية يقولون إن بانون يتابع في هذه الأثناء الانتخابات في تركيا عن كثب. 

ويشيرون إلى أن بانون كان يعتزم حتى زيارة تركيا للاطلاع على الأجواء السياسية فيها على أرض الواقع، لكنه تراجع عن هذه الفكرة تحسبًا لردود أفعال محتملة. 

أخبار كاذبة

بريتبارت نيوز هي شبكة الإخبارية كان بانون يرأسها في السابق، ويعمل فرعها في أوروبا حاليًّا على دعم تحركات بانون في البلدان الأوروبية بكل ما أوتي من قوة. 

وهذه الشبكة هي شركة إعلامية تخصصت في مجال التأثير على التطورات السياسية من خلال إنتاج أخبار كاذبة ومضللة. 

تنتج هذه الشركة وتنشر أخبارًا من شأنها تعزيز قوة التيارات "الفاشية" أو "الشعبوية" في البلدان الموجودة فيها، وتسهيل إقامتها ارتباطات على الصعيد الدولي. 

وبعد نشر الأخبار في موقع الشركة، تستخدم هذه الأخيرة ارتباطاتها لنشر الأخبار في وسائل الإعلام الرئيسية أيضًا  وإكسابها المشروعية. 

وبينما يواصل بانون العمل على تعزيز التوجهات السياسية التي تقرها الإدارة الأمريكية، في البلدان الأوروبية، يستخدم بشكل فعال للغاية آلية إنتاج الأخبار الكاذبة هذه.

ولهذا ينبغي علينا ألا ننسى أن الموقف المتشدد في إيطاليا من اللاجئين، ومعاداة المساجد في النمسا متعلقان ببعضهما، وأن ألاعيب بانون ورفاقه تقف وراءهما.

على بعد أيام من الانتخابات 

يحظى بانون ورفاقه بدعم تام من ترامب، وعلينا ألا ننسى أنهم يعملون على تحليل الانتخابات في تركيا وأنهم مختصون في إنتاج الأخبار الكاذبة. وفي تركيا الباب مفتوح أمام الاستفزازات وتصعيد التوتر بسرعة. 

قد يسعى بانون ورفاقه إلى توجيه الجدل السياسي في تركيا من خلال أخبار ملفقة لا يُعلم مصدرها، واستخدامها في وسائل التواصل الاجتماعي على الأخص. 

مصدر مختص أعرفه في واشنطن لفت نظري إلى هذا الموضوع، وحذرني قائلًا: "ينبغي عليكم التزام جانب الحذر ومتابعة هذه التطورات التي تجري بعيدًا عن الأنظار".

عن الكاتب

سردار تورغوت

كاتب في صحيفة خبر ترك


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس