محمد قره - الأناضول

تبنت العديد من وسائل الإعلام الغريبة "مواقف سلبية" ضد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المزمع إجراؤها الأحد، وأخرى "متحيزة" لصالح مرشحين منافسين له.

ولم تكتف وسائل الإعلام الغربية بنقل خطابات وأهداف الأحزاب ومرشحي الرئاسة، والتفاعلات بين الأطراف المتنافسة خلال فترة الحملة الترويجية، بل برزت كنعصر فاعل في توجيه الناخبين نحو المرشح الذي سيصوتون لصالحه.

وكثفت بعض تلك الوسائل الإعلامية عقب إعلان موعد الانتخابات، تناولها لما قالت إنه المخاطر المنتظرة للاقتصاد التركي بأسلوب استفزازي.

وفي هذا الإطار، نشرت صحيفة "الغارديان" البريطانية مقالًا تضمن مزاعم بأن الرئيس أردوغان "خطر على تركيا والعالم"، ودعوة إلى "الإطاحة به".

وفي المقال الذي حمل عنوان "أردوغان خطر على تركيا والعالم"، قال "سيمون تيسدال" إن تركيا باتت عنصرًا هامًا في سوريا والشرق الأوسط والعالم، مدعيا أن ذلك يشكل "خطرا" على المنطقة.

وزعم الكاتب، كذلك، أن تركيا لم تعد صديقة لأوروبا والولايات المتحدة، وأن تقاربها من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يشكل "خطرا" أيضا.

وادعى أن العلاقات مع الاتحاد الأوروبي "ستزداد سوءًا حال إعادة انتخاب" الرئيس أردوغان، وتوجه للناخب التركي قائلًا: "لكل هذه الأسباب ينبغي الإطاحة بأردوغان من السلطة، وأن يكون الإدلاء بالأصوات في سبيل تحقيق هذا الهدف".

وبنفس السياق، نشرت شبكة "سي إن إن انترناشيونال" الأمريكية خبرًا بعنوان "قد تأتي مقامرة أردوغان بإجراء انتخابات مبكرة بنتائج عكسية".

وعمدت الشبكة إلى إبراز تصريحات لمرشح الرئاسة عن حزب "الشعب الجمهوري" محرم إنجه، التي اتهم فيها أردوغان بأنه "متعب ومتكبر"، وآراء ناخبين أتراك معارضين لأردوغان.

وزعمت أن تركيز الرئيس أردوغان في الحملة الانتخابية على إبراز ما تحقق من نمو وتقدم في البلاد خلال حكومات "العدالة والتنمية" "فقد أهميته قليلًا مع معايشة الشعب التركي تقلبات في الاقتصاد خلال الفترة الأخيرة".

من جانبها، نشرت وكالة "بلومبيرغ" الأمريكية تقريرا اعتمد على مقابلات مع ناخبين أتراك حمل عنوان "الشباب منزعجون من تركيا أردوغان".

وعلقت الوكالة بعبارة "الشباب في تركيا لا يملك ذاكرة سياسية قوية؛ لذلك فإن تحقيق أحلامه سيكون العامل المؤثر في اتجاهات تصويته بشكل أكبر من تذكيره بالإصلاحات والتطورات التي تحققت في تركيا" (إبان حكومات "العدالة والتنمية").

ونقل الخبر كلمات فتاة جامعية محجبة تقول فيها: "نعيش في عالمنا الحالي، وبالحقيقة لا يهمني أي مشاكل كانت في الماضي".

أمّا مجلة "إيكونوميست" البريطانية -التي لم تخف موقفها المعارض لأردوغان في العديد من مقالاتها التحليلية- فركزت بشكل رئيسي على النتائج السياسية المحتملة في الانتخابات التركية أكثر من التحليلات الاقتصادية المتخصصة فيها.

وزعمت المجلة أن إعادة انتخاب أردوغان سـ"يتسبب في وضع سلبي" في تركيا، وادعت أنه "لو انتخب أردوغان وحزبه سيتم الانتقال إلى نظام الرجل الواحد".

وفي هذا الصدد، كشفت دراسة بحثية، نُشرت الخميس، أن 56 بالمئة من الأخبار التي نشرتها وسائل إعلامية غربية حول الانتخابات في البلاد "تضمنت معلومات خاطئة".

الدراسة أعدها مركز "تي آر تي وورلد/ TRT World" للأبحاث، التابع لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون التركية الحكومية، بعنوان "كيف تنظر وسائل الإعلام الغربية إلى الانتخابات؟".

واستعرض المركز، عبر دراسته، الأخبار التي نشرتها 20 وسيلة إعلام غربية كبرى، أبرزها "فرانس برس" الفرنسية، و"أسوشييتد برس"، و"واشنطن بوست"، و"نيويورك تايمز" الأمريكية، و"الغارديان" البريطانية، حول الانتخابات والاقتصاد والحكم في تركيا، خلال الفترة بين 18 أبريل/نيسان الماضي و5 يونيو/حزيران الجاري.

وأظهرت النتائج أن 56 بالمئة من الأخبار التي نشرتها وسائل الإعلام تلك تضمنت معلومات خاطئة، فيما تم تحريف أخرى بشكل واضح في 38.2 بالمئة من الأخبار، ولم تتجاوز نسبة الحيادية 5.2 بالمئة.

وجرى استخدام مصطلحي "السلطوية"، والهشاشة الاقتصادية"، بشكل مكثف في التناول الغربي للشأن التركي، مع تغاضٍ متعمد للحالة الديموقراطية السائدة في البلاد والإنجازات الاقتصادية الكبيرة والمستمرة، والتقارير الصادرة عن المؤسسات الدولية المعنية، في هذا الإطار.

وتضيف الدراسة أن التوجه العام السائد لدى وسائل الإعلام الغربية يدعي استمرار "ارتفاع مستوى الاستبداد في تركيا"، مشيرة إلى أن السبب الرئيس في ذلك يعود لامتلاكها "أيديولوجيات معادية" للبلاد.

كما حرصت تلك الوسائل على تكثيف جهودها مؤخرًا لخلق صورة مفادها أن "تركيا ضعيفة" اقتصاديًا، دون أدنى إشارة إلى العوامل الاقتصادية العالمية، في الإضرار بالبلاد، كما غيرها.

وأكدت الدراسة أن السبب الرئيسي وراء هذه المواقف المتحيزة والمعادية، يرتبط بحسابات جيوسياسية واقتصادية للدول الغربية، وهو ما يظهر جليًا في كل منعطف سياسي كبير للبلاد، داعيًا لإجراء المزيد من الأبحاث، وتسليط المزيد من الأضواء على هذه التوجهات.

وتشهد تركيا انتخابات رئاسية وبرلمانية مبكرة، الأحد، هي الأولى منذ تحول البلاد إلى النظام الرئاسي، العام الماضي.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!