إسماعيل ياشا - بوابة الشرق الإلكترونية

أكد إسماعيل ياشا المحلل السياسي التركي أن فوز أردوغان يعد انتصارا لتركيا القوية وللقيم الاسلامية، مضيفا أن النتائج المتوقعة للانتخابات الرئاسية والبرلمانية التي ستجرى اليوم، 55 % لتحالف الجمهور الذي يضم العدالة والتنمية والحركة القومية مقابل 45 % لتحالف الأمة المعارض بقيادة حزب الشعب الجمهوري.

وشدد في حواره مع "الشرق" على أن نجاح أردوغان مصادقة من الشعب على مشروع تركيا الجديدة، موضحا أن جبهة المعارضة تجتمع على الرغبة في هدم ما أنجزه العدالة والتنمية في السنوات الماضية.

وأشار إلى أن تجربة حكم حزب الشعب الجمهوري سيئة للغاية، مؤكدا أن الجهات التي تستهدف قطر هي نفسها المستهدفة لأمن تركيا واستقرارها.

وإلى نص الحوار..

ما الذي يمثله فوز الرئيس أردوغان وحزبه في الانتخابات؟

فوز الرئيس أردوغان يعني مصادقة الشعب التركي على مشروع "تركيا الجديدة" والإجراءات التي قام بها حزب العدالة والتنمية خلال السنوات الأخيرة. ويعني أن الشعب التركي يريد أن تسير البلاد في هذا الاتجاه.. في المقابل فإن فوز مرشح آخر يعني الرغبة في العودة إلى "تركيا القديمة" المليئة بالأزمات السياسية والاقتصادية. لأن المرشحين الآخرين يتعهدون بالرجوع إلى تطبيق النظام البرلماني والتخلي عن كثير من المشاريع التنموية، والتراجع عن سياسة تعزيز الدور التركي في المنطقة. باختصار، فوز أردوغان يمثل انتصار دعاة "تركيا الجديدة" على "تركيا القديمة"، ويمثل انتصارا للقيم الاسلامية.

 

تركيا بعد الانتخابات
صف لنا تركيا بعد هذه الانتخابات؟

المشهد في تركيا بعد الانتخابات مرهون بالنتائج، فإما أن تواصل البلاد طريقها نحو مزيد من الاستقلالية وتعزيز دورها وقوتها، وإما ان تدخل في نفق مظلم — لا سمح الله — ومن ثّم تبدأ قوى دولية وإقليمية بالتدخل في شؤونها عبر وكلائها. لأن الأطراف التي تشكل الجبهة المعارضة للرئيس أردوغان لا يجمعها إلا الرغبة في هدم ما أنجزه حزب العدالة والتنمية.

فمثلًا تجربة حكم حزب الشعب الجمهوري سيئة للغاية، والأحزاب الأخرى لم يسبق لها تولي الحكم في البلاد، لذلك فإن فوز مرشح آخر غير الرئيس، يعيد للكيان الموازي نفوذه، وتتوقف محاربة حزب العمال الكردستاني بشكل فعال، ويجبر تركيا على سحب قواتها من سوريا والعراق ليترك المجال إلى المنظمة الإرهابية. أما في حال فوز أردوغان فستتواصل النجاحات التي حققتها تركيا بقيادته على مختلف الأصعدة والمجالات.

برأيك، ما الذي يميز أردوغان عن باقي المرشحين حتى يمنحه الشعب صوته؟
الرئيس لديه تجربة واسعة وناجحة في حكم البلاد. وثبت ذلك منذ توليه رئاسة بلدية إسطنبول، وبالتالي سيبني حكمه في المرحلة المقبلة على هذه التجربة، كما أنه يتمتع بشعبية واسعة في جميع أنحاء البلاد.

أما المرشحون الآخرون فلا أي تجربة ناجحة في حياتهم السياسية. فمرشح حزب الشعب الجمهوري، محرم إنجه، على سبيل المثال، خاض منافسة لتولي رئاسة حزبه أكثر من مرة وخسرها، ولم يره الحزب الذي ينتمي إليه مؤهلا لرئاسته، وهو اليوم يخوض الانتخابات الرئاسية، ويطلب من الشعب أن ينتخبه رئيسا للبلاد، على الرغم من أن حزبه لم يسلم إليه رئاسة الحزب.

على ضوء استطلاعات الرأي التي تشير إلى فوز أردوغان.. ما تفسيرك لتمسك الشعب التركي به بهذه الشكل؟
هذا ناتج عن ثقة الشعب التركي فيه، وتمسكه به من أجل ان تواصل تركيا مسيرة التنمية والنجاح، وتحقق المزيد من المشاريع العملاقة في جميع المجالات، لترتقي إلى مصاف الدول المتقدمة.

يفهم من كلامك أن تركيا ستنتقل حال فوز الرئيس لمرحلة جديدة في تاريخها؟
نعم. فتركيا ستنتقل عقب الانتخابات إلى النظام الرئاسي، وسيبقى النظام البرلماني جزءا من التاريخ. وستشهد المرحلة المقبلة تكثيف الجهود لتعزيز استقلالية القرار للحفاظ على مصالح البلاد من خلال رفع الاعتماد على الصناعة العسكرية والوطنية ومشاريع الطاقة بهدف الوصول إلى الاكتفاء الذاتي. كما ستشهد مواصلة تطهير أجهزة الدولة من الخلايا الانقلابية، وتضييق الخناق على المنظمات الإرهابية التي تستنزف قوة تركيا وطاقاتها، مثل حزب العمال الكردستاني والكيان الموازي.

اعداء تركيا
على ذكر أعداء تركيا.. هل هناك دول عربية وإسلامية تتآمر على تركيا وعلى إسقاط الرئيس؟

لا شك في ذلك، فتركيا تقدم نموذجا رائعا في تطبيق الديمقراطية وتلهم الشعوب المتعطشة للحرية، وهذا ما يقلق دول الثورة المضادة التي حاربت الربيع العربي، وقد رأينا فرحتهم ليلة محاولة الانقلاب الفاشلة حين ظنوا للوهلة الأولى أن المحاولة نجحت في إسقاط أردوغان.

ويمكن أن نقول إن أقل ما يفعلونه حملات التشويه الممنهجة عبر وسائلهم الإعلامية وذبابهم الالكتروني حتى لا تتأثر شعوبهم من التجربة التركية الناجحة.

علمًا بأن الشعب التركي يدرك تكالب أعداء تركيا وأردوغان، وهو ما يجعلهم يحرصون على الالتفاف حوله. ويرون مقولة الإمام الشافعي: "اتبع سهام العدو فهي ترشدك إلى أهل الحق" ترشدهم للحق. فعندما يتبع الشعب التركي سهام أعداء بلده يراها موجهة إلى أردوغان، يضاف إلى ذلك عدم الثقة بأي مرشح آخر، بمعنى، لا بديل لأردوغان حتى الآن.

الهجمة الغربية
هل الهجمة على الرئيس أردوغان هجمة عليه أو على الدولة التركية والنموذج الإسلامي؟

الهجمة الغربية على محاولة الاستقلالية. لأن أمريكا والدول الأوروبية تريد أن ترى تركيا ضعيفة وتابعة لها. وأي رئيس حاول أن يخرج من بيت الطاعة حاربوه، وأردوغان ليس الأول ولن يكون الأخير. ومما لا شك فيه أن كون التجربة التركية الناجحة ومحاولة الاستقلال ذات الطابع الإسلامي يزيد شراسة الهجمة، لأنها تذكر الغرب بفتوحات الدولة العثمانية في أوروبا.

القضية السورية
وعد الرئيس أردوغان اللاجئين السوريين بالعودة لبلادهم عقب فوزه.. هل يعني هذا أن قضايا المنطقة وخاصة السورية ستشهد حلاً بعد فوز الرئيس؟

في الحقيقة، فإن المعارضة تتعهد بطرد اللاجئين السوريين وتركهم تحت رحمة النظام السوري. وأما ما يقصده أردوغان هو إقامة مناطق آمنة في الأراضي السورية وعودة المهجرين من تلك المناطق إلى بيوتهم وقراهم ومدنهم. واعتقد أن الحل في سوريا أكثر تعقيدا من فوز أردوغان أو دور تركيا. ولكن يمكن أن نقول إن موقف تركيا من الملف السوري سيتغير حال فوز مرشح المعارضة التي تدعو إلى المصالحة مع النظام السوري.

استطلاعات الرأي
ما وزن تحالف أحزاب المعارضة في مقابل تحالف العدالة والتنمية والحركة القومية؟

تشير نتائج استطلاعات الرأي إلى فوز تحالف الجمهور مقابل تحالف الأمة بفارق بسيط، وهي تقريبا نتائج الاستفتاء الشعبي على تعديل الدستور. هناك اصطفاف ثنائي، 55 % مقابل 45 % تقريبا. وقد تزيد هذه النسب قليلا أو تنقص.

انقلابيو مصر
كيف ترى إجراء صحيفة الاهرام المصرية المتحدثة باسم النظام حواراً صحفياً مع فتح الله كولن هاجم فيه الرئيس أردوغان في هذا التوقيت؟

هذا أمر طبيعي، فما يجمع الكيان الموازي الذي قام بمحاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا وانقلابيي مصر عداؤهم لتركيا الديمقراطية ورئيسها الناجح. كما يزعج نجاح التجربة التركية الديمقراطية واحتمال فوز أردوغان انقلابيي مصر. كذلك هم يفعلون ذلك نكاية بتركيا ورئيسها.. ومن باب عدو عدوي صديقي يقومون بمثل هذه التصرفات الصبيانية.

هل هناك تأثير لجماعة كولن في هذه الانتخابات؟
نعم، وإن لم يكن التأثير كما في السابق، فالجماعة تتبنى منهج التغلغل في الأحزاب والجماعات من أجل توجيهها، كما تسعى إلى التأثير على الرأي العام من خلال حملات التضليل عبر مواقع التواصل الاجتماعي، حيث تقوم بإنشاء حسابات في موقع تويتر تديرها الجماعة تتقمص بعضها شخصية معارض أتاتوركي، وأخرى تركي قومي أو إسلامي معارض للحكومة وأردوغان. ومن خلال تلك الحسابات تسعى إلى توجيه الشرائح المستهدفة، إلا أن هذه اللعبة أصبحت مكشوفة، بعد أن افتضح أمر الكيان الموازي — التنظيم السري للجماعة — وباتت حيله لا تنطلي على الناخبين.

العلاقات القطرية التركية
كيف ترى العلاقات القطرية التركية؟

العلاقات القطرية — التركية على ما يرام. هي كانت متينة، وبعد محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا ووقوف قطر إلى جانب الشعب التركي وإرادته الحرة، وتفجر الأزمة الخليجية وحصار قطر ووقوف أنقرة إلى جانب الدوحة، زادت متانتها. وهناك قضايا وملفات عديدة تتطابق فيها مواقف البلدين ورؤاهما، كما أن الجهات التي تستهدف قطر هي نفس الجهات التي تستهدف أمن تركيا واستقرارها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!