علي الصاوي - خاص ترك برس

في احدي اللقاءات التليفزيونية مع رئيس الوزراء السابق أحمد داوود أوغلو، علّق فيها على كثرة الهجمات الغربية على السياسة التركية، فقال :" يقولون عنّا العثمانيون الجدد، نعم نحن العثمانيون الجدد"

وها نحن نرى اليوم أحفاد محمد الفاتح وسليمان القانوني، يسطّرون التاريخ من جديد بوعي وحداثة أبهرت العالم وحرقت قلوب الحاقدين، وزرعت الأمل في نفوس المحبين، ممن تاقت نفوسهم إلى عودة البلاد الإسلامية إلى مكانتها وريادتها من جديد، ففي عُرّس انتخابي نزيه خرج ما يبلغ من 90% من الشعب التركي ليدلي بصوته في الانتخابات، فمع كل حراك سياسي يحدث في تركيا، يؤكد هذا الشعب أنه جدير بما وصل إليه، من نهضة وإصلاح وتقدم، على يد الطيب أردوغان وحزبه.

فاز الرئيس أردوغان بنسبة 52.5% لفترة رئاسية جديدة مدة خمس سنوات مكللا بذلك جهوداً مضنية من العمل والجد في خدمة الشعب التركي، الذي خرج وزكّاه من جديد وجدد فيه الثقة لولاية ثانية، معبراً بذلك عن وعيه السياسي واتساع أفقه في فهم طبيعة المرحلة التي تمرّ بها المنطقة، وأنه لا سبيل إلى الاستقرار إلا بانتخاب أردوغان رئيسا للبلاد من جديد، ليُكمل مسيرة التنمية لتحقيق أهداف تركيا 2023، فقد صرح أردوغان بعد إعلان النتيجة قائلاً "لن نرتاح حتي نحقق الهدف، تركيا سوف تكون من أفضل عشر دول في العالم" 

فاز نصير المستضعفين، وملبي نداء السائلين، فاز بدعاء من رأوا فيه أملاً منشودا لهم بعد أن فقدوا الآمال في حكامهم، الذين دمروا بلادهم وشرّدوهم في كل بقعة من بقاع الأرض، لاجئين في مخيمات هنا وهناك، فمد لهم يد العون وأمّنهم من خوفهم، لذلك رأيناهم اليوم يدعون له بالفوز، وهذا ما قاله اليوم" أحمد داوود أوغلو" رئيس الوزراء السابق، فقال:"الرئيس أردوغان لا يفوز فقط بأصوات الناخبين ..لكن فوزه الأهم بدعوات ملايين المسلمين التي ترتفع الى عنان السماء"

وفي خضم تلك الفرحة الكبيرة، وهذا المهرجان الديمقراطي أود أن أوصل رسالة إلى من تآمروا على تركيا، وانفقوا من أموالهم المليارات لإسقاط الرئيس أردوغان في تلك الانتخابات عبر حملات التشويه الإعلامية التى تبنتها وسائل إعلامهم، فأقول لهم : أرجوا أن تكونوا قد استوعبتم الدرس يا من تأتون على ظهور الدبابات وبالوراثة الملكية، يا من استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحرارا، يا من تلعقون أحذية الغرب وتسارعون لإرضاء الغرب وأمريكا على حساب شعوبكم، يا من سرقتم ونهبتم وقتلتم، ولم يتبق سوى أن تحبسوا أنفاس شعوبكم، لقد علّمكم الديكتاتور "أردوغان"_ كما تصفونه _كيف تكون الديمقراطية، لقد نهضت تركيا وتقدمت ولن ترجع إلى حقبة العسكر القبيحة التى تروق لكم، هل رأيتم يا حكام الخليج، لقد صفعكم حفيد السلطان العثماني عبد الحميد الثاني، الذي طعنه أجدادكم قديماً. 

ما زال أردوغان يحرجكم ويحرقكم بالديمقراطية، والحرية التى ربّى عليها شعبه خلال سنوات حكمه، ديمقراطية لا تعرف طريقا لبلادكم التى اغتصبتم الحكم فيها، بعيداً عن رغبة شعوبكم، كتبتم عليهم الذلة والمسكنة، ولم يعد لهم قيمة بين الأمم، لا يعرفون من التصويت سوي في برامجكم الهابطة مثل استار اكاديمى، وذا فويس، قطعتم عليهم كل طريق يجعل منهم أحراراً وأبطالا وأصحاب رأي، فرضتم عليهم الجباية لتنعشوا خزائن ايفانكا وأبيها، كم هو الحزن الذي يغلف شغاف قلبى، وأنا أقف الآن وأرى الشعب يفرح باختياره الحرّ من يمثله أمام العالم، كم أنا حزين تجاه قتل الربيع العربي الذي أراد أن يخرج الشعوب من العبودية إلى الحرية والعدالة، لم يكتمل الحلم حتى تآمر عليه شياطين المنطقة وقتلوه بمعاونة الخونة في كل وطن.

هنيئاً للشعب التركي هذا الاستحقاق الانتخابي، فوالله لولا أنكم 
تستحقونه لما وفقكم الله لذلك، ولما أنعم عليكم برجل قلما يجود الزمان بمثله، حكيم، محنك، وطني، يغار على أهله ودينه، يخفض جناحه لشعبه، ويعمل من أجل رفعة مكانته بين الأمم، وصفوه بأمير الدهاء السياسي، أقلق الغرب والأمريكان وأربك حسابات إبن زايد وابن سلمان، لقد عاد حفيد العثمانين بفتح جديد للجمهورية الثانية، فكانت الانتخابات بمثابة اللبنة الأولى في تأسيسها، وإلى كل من يهاجم تركيا والرئيس أردوغان، ويحاول بث روح اليأس ونشر الفوضي بين أبنائها، أذكركم بقول القائل:

حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه.... فالناس أعداء له وخصوم
كضرائر الحسناء قلن لوجهها.... بغضاً وحسداً إنه لدميم

عن الكاتب

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس