ترك برس

قالت إذاعة صوت ألمانيا (دويتشه فيله)، إنه لم تحقق أيّة شخصية سياسية في تركيا، خلال العقود السابقة، النجاح الذي حققه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي "خرج فائزاً من تحدٍ صعب تمثل في الانتخابات الرئاسية السابقة لأوانها".

وأشارت في تقرير لها إلى أن "السلطان" أردوغان نال ولاية ثانية على غاية الأهمية بعد نجاحه في تمرير التعديلات الدستورية، التي نقلت البلاد من نظام برلماني إلى نظام رئاسي أعطى سلطات تنفيذية واسعة للرئيس، مؤكداً بالتالي بصمته في بلاده منذ توّليه رئاسة الوزراء عام 2003.

وبحسب التقرير، فإن أكبر ما ساعد أردوغان في استمراره على رأس الحكومة مدة 11 سنة قبل الانتقال إلى كرسي الرئاسة عام 2014، هي النجاحات الاقتصادية التركية التي بوّأت البلد رتبة هامة على الصعيد الدولي ورفعت إجمالي الناتج المحلي من 238,4 مليار دولار (2002) إلى 863,7 مليار دولار (2016)، ممّا ضاعف نصيب الفرد من الناتج المحلي ثلاث مرات خلال الفترة ذاتها (أرقام البنك الدولي)، فضلًا عن تطوّر البنية التحتية التركية في السنوات الأخيرة بشكل لافت.

وأضاف أن "المعارضة التركية كانت تمني النفس باستغلال الواقع الاقتصادي للبلد الذي شهد انكماشا واضحا خلال عام 2018، وبِتصاعد الانتقادات لأردوغان إثر تبينه مقاربة أمنية بعد محاولة الانقلاب الفاشلة..

بيد أن أردوغان حقق 52.5 بالمئة من الأصوات، متفوقاً على أقرب منافسيه محرم إِنجه، عن حزب الشعب الجمهوري، الذي حصل على 31 بالمئة".

انتصار أردوغان كان منتظرا حسب تأكيدات عبد اللطيف الحناشي، أستاذ التاريخ السياسي المعاصر في تونس، الذي يعطي أربعة عوامل وراء هذه النتيجة، أولها ترّشح أردوغان باسم تحالف بين حزب العدالة والتنمية وحزب الحركة القومية وما لحق ذلك من حملة كبيرة.

العامل الثاني، بحسب الحناشي، الاستفادة من النتائج الاقتصادية الإيجابية رغم التراجع الأخير في قيمة الليرة. والثالث "تشتت المعارضة وعدم تبنيها رؤية موحدة".

والعامل الرابع "امتلاك أردوغان لكاريزما سياسية تؤثر في الناخب التركي واعتماده خطاباً شعبويًا اكتسح عقول الأتراك"، على حد تعبير الحناشي.

الإذاعة الألمانية، زعمت في تقريرها أنه بعد تعثر مفاوضات تركيا في الانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، ولّى "السلطان" وجهه شطر الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، في توجه لم يخف فيه رغبته باستعادة الزخم العثماني لبلاده".

وأردفت: "لكن طبيعة أدوار تركيا، وتصريحات أردوغان الذي يهاجم خصومه بضراوة، والتقارب بينه وبين إيران، جعلا من العلاقة التركية-العربية مجالاً للصداقةِ والعداوة".

غونتر ماير، الخبير الألماني في قضايا الشرق الأوسط، يرى بدوره أن الخارطة السورية تبقى من أكبر المحدّدات في السياسة الخارجية لتركيا، وأن أردوغان سيستمر في مواجهة الميليشيات الكردية في شمال سوريا، ولأجل ذلك وقع اتفاقاً مع الولايات المتحدة يقضي بانسحاب وحدات حماية الشعب (YPG) إلى شرقي الفرات.

وأضاف ماير أن "الهدف من كلّ هذا جعل شمال سوريا تحت سيطرة المقاتلين السوريين المتحالفين مع أنقرة لغاية تأمينها، وبالتالي تسهيل عودة اللاجئين السوريين القاطنين في تركيا".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!