ترك برس

اهتمت الصحف الإسرائيلية اليوم برصد تداعيات فوز الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في الانتخابات الرئاسية التي أجريت أول من أمس الأحد، على مستقبل العلاقات بين أنقرة وتل أبيب، مرجحة أن تبقى العلاقات على جمودها الحالي أو تشهد مزيدا من التدهور الذي قد يصل إلى قطع العلاقات.

في صحيفة يديعوت أحرونوت  كتب محلل الشئون الدبلوماسية في الصحيفة إيتمار أيخنار، إن فوز أردوغان في الانتخابات في الجولة الأولى فاجأ كثيرين في إسرائيل وحتى الخبراء في الشأن التركي الذين توقعوا أن يخوض جولة ثانية.

وأضاف أن فوز أردوغان يضمن  بمعنى ما، جمودا نسبيا على جبهة العلاقات بين إسرائيل وتركيا، وهذا خبر جيد، لأنه كان هناك خوف من أن أردوغان إذا دخل جولة ثانية، فقد يقطع العلاقات التجارية بين البلدين، وقد يقطع العلاقات في أسوأ السيناريوهات.

وأردف أن إسرائيل ليست على قائمة أولويات أردوغان في الوقت الحالي، وإنما الأزمة المالية وهبوط الليرة التركية. وعلاوة على ذلك، فإن قطع العلاقات مع إسرائيل أو قطع العلاقات التجارية قد يعقد علاقات أردوغان مع الناتو والولايات المتحدة، والراجح أن أردوغان يرغب في تعزيز العلاقات مع ترامب، الذي ينظر إليه على أنه داعم لنتنياهو.

ومن ناحية أخرى، لن يسارع أردوغان إلى إعادة العلاقة إلى طبيعتها، ولن يُطلب من السفيرين التركي والإسرائيلي العودة، فهما محتجزرين بالفعل كرهينتين للعلاقة وينتظران التطورات.

ويشير أيخنار إلى أن رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، سيتوجب عليه غدا اتخاذ قرارين بشأن تركيا: الأول هو تهنئة أردوغان بمناسبة انتخابه، والقرار الثاني هو كيفية التعامل مع مشروع قانون الاعتراف بما يسمى مذبحة الأرمن الذي من المقرر أن يناقشه الكنيست غدا. وقد أوضح الأتراك أن الاعتراف  بمذبحة الأرمن سيكون سبباً في قطع العلاقات.

وفي هذا الصدد قال السفير الإسرائيلي السابق في أنقرة، ألون لي إيل، للصحيفة إنه إذا اعترفت إسرائيل رسميا "بمذبحة الأرمن" فسيؤدي  ذلك إلى قطع العلاقات الدبلوماسية مع تركيا، ومن ثم فإن الأزمة مع تركيا ستبدأ غدا.

ووفقا للدبلوماسي الإسرائيلي فإن العلاقات التركية الإسرائيلية تتأثر أيضا بما يحدث في غزة.

من جانبه توقع الدكتور حاي إيتان يانروجاك، الخبير في الشأن التركي بمركز ديان لدراسات الشرق الأوسط وشمال أفريقيا عودة العلاقات مع تركيا بعد انتهاء الانتخابات، لكنه رأى أن العلاقات لن تعود إلى العصر الذهبي، ولن يحدث تغيير كبير في طبيعتها.

وقال يانروجاك إنه يعتقد أن أردوغان سيعيد العلاقات من أجل إعادة القنصل التركي إلى القدس، لأن هذا هو أهم شئ بالنسبة إليه، لأنه يريد وجودا في القدس.

أما صحيفة يسرائيل هايوم فطرحت على خبراء وباحثين سؤالا حول مستقبل العلاقات مع تركيا، وهل تشهد تحسنا بعد فوز أردوغان أم مزيدا من التدهور.

وتعتقد الدكتورة إفرات أفيف، الخبيرة في الشأن التركي في مركز بيغين السادات، أن العلاقات بين إسرائيل وتركيا سوف تزداد سوءا وأن أردوغان سيزيد التوتر بين البلدين.

وعلى النقيض ممن يقولون إن خطاب أردوغان المعادي لإسرائيل هو في المقام الأول لأغراض انتخابية، ترى إفرات أن هذه السياسة المعادية لإسرائيل سياسة ثابتة، محذرة من أنه "بعد أن أصبح لدى أروغان القوة ليحقق رؤيته، فلن يمنعه أحد".

وأوضحت أن أردوغان أصبح من حقه تعيين قادة الجيش والقضاة، ولديه سلطة واسعة لسن القوانين، ومن ثم لا يوجد أحد يوازن سياساته المعادية لإسرائيل التي ستزداد سوءًا، وليس هناك أمل في عودة العلاقات.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!