سركان أوستونر – موقع خبر7 – ترجمة وتحرير ترك برس

أصبح حزب الشعب الجمهوري منقطعًا عن دينامياته الداخلية، وانعزل تمامًا عن أصوله العلمانية- القومية، ليتحول إلى حزب عرقي طائفي.

بعد أن تأسس الشعب الجمهوري في تركيا كحزب للدولة، شهد بطبيعة الحال في الفترات اللاحقة بعض المراحل الانتقالية.

أكبر نقطة تحول،على وجه الخصوص، كانت في إطاحة بولنت أجويد بعصمت إينونو في المؤتمر العام للحزب، واستلامه زعامته.

بدأ أجويد الحديث للمرة الأولى في حزب الشعب الجمهوري عن مصطلح "يسار الوسط"، وانعكس هذا التغيير على انتخابات عام 1977، فحقق الحزب نسبة 41 في المئة من الأصوات.

وعقب انقلاب 12 سبتمبر/ أيلول (1980) أُدرج الشعب الجمهوري على قائمة الأحزاب المحظورة، شأنه في ذلك شأن الأحزاب السياسية الأخرى.

وفي عام 1983 تأسس الحزب الشعبي الاجتماعي الديمقراطي على يد أردال إينونو. انضم أعضاء حزب الشعب الجمهوري السابقون إلى الحزب الشعبي الاجتماعي الديمقراطي.

في انتخابات عام 1991، أشعل الحزب الشعبي الاجتماعي الديمقراطي فتيل فوضى خطيرة في البلاد، من خلال مساهمته بإدخال أول ذراع للمنظمة الإرهابية (بي كي كي) إلى البرلمان. قدم حزب أتاتورك المساعدة للمرة الأولى لمؤيدي الإرهاب في الانتخابات.

ومع حلول عام 1995 أُعيد تشكيل حزب الشعب الجمهوري مجددًا. عاد الحزب إلى منهجه اليساري العلماني مع استلام دنيز بايكال زعامته عام 2002، ورجع إلى مبادئه  التأسيسية.

اضطر بايكال إلى التخلي عن زعامة الحزب بعد تعرضه لمؤامرة، وترك منصبه إلى كمال قلجدار أوغلو، ليصبح نائبًا في البرلمان. ومع تسلم قلجدار أوغلو رئاسة الحزب بدأ عهد "الزعيم الأوحد" في حزب الشعب الجمهوري.

في البداية قام قلجدار أوغلو بتصفية جميع المندوبين القدامى، وأحل محلهم أسماء يثق بها، وبذلك ضمن كرسيه. وفي أعقاب ذلك، ترسخ في العقول وقوف قلجدار أوغلو في وجه تركيا بعد الانتخابات التسعة التي خسرها، إلى حين مساهمته في دخول أنصار الإرهاب إلى البرلمان.  

وبلغ الأمر بحزب الشعب الجمهوري مبلغًا في دعم الإرهاب، إلى درجة يقول معها النائب عنه في البرلمان محمد بكار أوغلو إن مراد قره يلان، أحد قياديي الإرهابيين في "بي كي كي"، أفضل من وزير الداخلية سليمان صويلو.

أما المتحدث باسم الحزب بولنت تيزجان فأعلن عن موقف الحزب صراحة بقوله إن الرئيس المشارك للحزب المؤيد للإرهاب (حزب الشعوب الديمقراطي) صلاح الدين دميرطاش محبوس في السجن عبثًا.

وبينما تنفطر قلوبنا يوميًّا مع سقوط شهداء من قوات الأمن، وضع الشعب الجمهوري اسمه على صفحات التاريخ حزبًا داعمًا للإرهاب والإرهابيين.

تخلى حزب الشعب الجمهوري عن مبادئه وتحول إلى حزب مختلف تمامًا. ولا شك أن هذا التحول تحقق على يد قلجدار أوغلو.

عن الكاتب

سركان أستونير

كاتب في صحيفة خبر 7


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس