ترك برس - الأناضول

تعتزم تركيا إتاحة جزء من المدن التي تحت الأرض، في منطقة "كبادوكيا" بولاية نوشهير، لزيارة السيّاح، فيما تعمل على تجهيز قسمها الآخر وافتتاحه للزيارة.

أمّا ولاية "قيرشهير"، التي كانت تُعرف سابقاً بأنها البوابة الغربية لمنطقة "كبادوكيا" خلال عهد الإمبراطورية الرومانية، فتضم 15 مدينة تحت الأرض، تم الكشف عن 12 منها حتى الآن.

وقامت الفرق التابعة لوزارة الثقافة والسياحة التركية، في وقت سابق، بأعمال التنظيف والتنظيم في 3 مدن، من أصل 15 مدينة واقعة قرب ولايات قيرشهير ونوشهير وأقصراي وسط تركيا.

وتضم هذه المدن في داخلها آبارًا لمياه الشرب، وكنائس، وأبواب مصنوعة من الحجارة، وغرف مستطيلة، وحظائر للحيوانات، ومداخن للتهوية، وفتحات للإضاءة، كما ترتبط فيما بينها عبر الممرات والأنفاق.

وكشفت ولاية "قيرشهير" أنها كلفت فرق المديرية العامة للبحوث والتنقيب عن المعادن، للكشف عن 5 مدن تحت الأرض، وإتاحتها لزيارة السياح.

وقامت الفرق بإجراء التدقيقات والبحوث اللازمة وقدمت تقريرها للجهات المعنية، فيما تستمر البحوث والدراسات حول 7 مدن أخرى تحت الأرض.

وفي معرض تعليقه على الأمر، قال أيوب تمور، مدير الثقافة والسياحة في ولاية "قرشهير" إن الولاية تتضمن عدداً كبيراً من المدن تحت الأرض، نظراً لكونها مدخل منطقة "كبادوكيا" خلال عهد الإمبراطورية الرومانية.

وأوضح تمور، أنه قد تم إجراء دراسات حول 15 مدينة تحت الأرض في الولاية، وتم إتاحة 3 منها لزيارة السياح.

وتابع قائلاً: "هناك 3 مدن تحت الأرض متاحة للزيارة في ولاية قرشهير، وهي موجور، وكاباز وضولقاديرلي".

وأضاف: "تتكون موجور من 16 غرفة وعدة طوابق. فيما تتكون مدينة كاباز من طابق واحد ذي مساحة واسعة، أما ضولقاديرلي فهي على شكل دير مكون من 3 طوابق يتوسطه ميدان".

وأضاف أن فرق المديرية العامة للبحوث والتنقيب عن المعادن، أتمت أعمال التدقيق في 5 مدن أخرى تحت الأرض، وتم قياس مساحاتها.

كما أنه من المتوقع أن تبدأ أعمال البحث والقياس في 7 مدن أخرى تحت الأرض.

وأشار إلى أن مدن "كاباز" و"موجور" في باطن الأرض، تقع قرب الطريق البري الواصل بين العاصمة أنقرة وولاية قيصري، وسط البلاد.

وبين "تمور" أن هاتين المدينتين تمتلكان ميزات خاصة من حيث بنية وألوان صخورها، فيما دعا المواطنين الأتراك إلى زيارة هذه الأماكن واكتشاف جمالها.

وأوضح أن المدينتين تحت الأرض كانتا تستخدمان كملجأ، وأماكن للسكن والعبادة.

وأردف: "كلتا المدينتين تعتبران مدخلاً لمنطقة كبادوكيا من الناحية الغربية. وكانت هذه المدن هي المدخل الرئيسي على مر التاريخ، إلى منطقة كبادوكيا الواقعة بين ولايات نوشهير، وقيصري وأقصراي".

ومضى قائلاً: "مع اندلاع النزاعات الكبيرة في القرن الثاني بعد الميلاد بين معتنقي المسيحية وعبدة الأوثان في العهد الروماني، لجأ معتنقو المسيحية إلى هذه المدن تحت الأرض، هرباً من النزاع وأداء عباداتهم فيها".

يُشار أن منطقة "كبادوكيا" تعد إحدى أهم المقاصد السياحية الرئيسية في تركيا، وذلك رغم سماح وزارة الثقافة والسياحة بفتح 10 بالمائة فقط من المدن تحت الأرض هناك، أمام السياح والزوار، حيث استقبلت العام الماضي أكثر من مليون ونصف المليون سائح.

ويتوقّع علماء الآثار ان تكون أولى المستوطنات البشرية تحت الأرض في منطقة "كبادوكيا" قد بدأت قبل 10 آلاف عام تقريباً، واستمرت لآلاف السنين.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!