ترك برس

جمعت ولاية إسطنبول التركية بين الفلسطيني فهمي كنعان المبعد عن الضفة الغربية من قبل الاحتلال الإسرائيلي قبل 17 عاما، بوالدته.

وحضر كنعان (47 عاما) المبعد إلى قطاع غزة من قبل السلطات الإسرائيلية، إلى ولاية إسطنبول قبل سنة ونصف لإكمال مسيرته التعليمية، بعد أن تم إبعاده إلى غزة برفقة من كان محاصرا معه في كنيسة القيامة.

وتعرض فهمي للاعتقال 5 مرات من قبل السلطات الإسرائيلية أمضى خلالها 4 سنوات في سجون الاحتلال، وبعدها طورد لمدة 6 سنوات، وفي المرحلة الأخيرة تحصن برفقة عدد من رفقاء دربه في كنيسة القيامة لمدة 39 يوما، وبتدخل وساطات دولية تم نفي جزء منهم إلى غزة وجزء إلى خارج الوطن.

وتمكنت الحاجة "فتحية كنعان (70 عاما)" من الخروج من الضفة إلى الأردن وعقبها إلى إسطنبول، لتلتقي ولدها الذي حرمها الاحتلال من الالتقاء به لمدة 17 عاما بسبب تواجده في غزة.

وامتزج لقاء كنعان بوالدته بدموع الفرح والحزن في مطار أتاتورك الدولي، واتجهت أنظار جميع المتواجدين نحوهما.

وفي أول كلماتها عقب اللقاء، قالت الحاجة فتحية كنعان (70 عاماً) للأناضول: “الحمد لله على لقاء ابني، مضت سنوات كثيرة لم أقابله ولم أره فيها… كنت أتمنى أن أضمه إلي، وحجم اشتياقي له لا يوصف”.

ولاحقا، تحدثت الحاجة فتحية عن تفاصيل معاناتها وحرمانها من ابنها، قائلة: “إبعاد ابني عن الضفة الغربية أورثني معاناة كبيرة”.

وأضافت: “قبل ذلك، وحين كان معتقلا في السجون الإسرائيلية، كنت أذهب لزيارته لوحدي، وكان حتى هذا الأمر يسبب مشقة لي، خصوصا وأنه سجن خمس مرات، عدا عن ظروفي الصحية الناجمة عن آلام في القدم والظهر”.

وتابعت: “عقب إبعاد إبني إلى قطاع غزة، زادت المعاناة والتعب، وقالوا (السلطات الإسرائيلية) لنا إنه سيُبعد من عام إلى اثنين فقط، لكنها طالت حتى 16 عاما.. كنا مشتاقين ومتلهفين أن يعود إلينا”.

أُبعد فهمي، ليترك أما مكلومة وعائلة مشرّدة. “أحفادي تربوا في غزة”، تتابع الحاجة فتحية، و”لم نستطع رؤيتهم، وما زلنا نعاني من قسوة الإبعاد”.

وتابع: “تنقلت حينها في أكثر من 15 سجنا ومركز تحقيق إسرائيلي، وكانت والدتي تزورني في السجون الإسرائيلية الممتدة من الجنوب الفلسطيني المحتل إلى الشمال”.

وأردف: “استمرت مطاردتي من قبل الإحتلال الإسرائيلي لأكثر من 6 سنوات، وأصبت خلالها مرتين، إحداهما في الاجتياح الإسرائيلي لبيت لحم، وبعد ذلك تم حصارنا في كنيسة المهد لنحو 39 يوما، قبل إبعادنا إلى قطاع غزة عام 2002″.

فرحة عارمة بدا أن الرجل عاجز عن وصفها بالكلمات، لافتا إلى أن حجم سعادته اليوم لا تشوبها سوى فقدان والده الذي كان يتمنى أن يكون موجودا أيضا، لكن المنية اختطفته قبل عدة أشهر.

وفي 10 مايو/ أيار 2002، أبعدت إسرائيل 39 مواطنًا فلسطينيًا، احتموا داخل كنيسة المهد في بيت لحم، وفقاً لاتفاقية فلسطينية إسرائيلية.

وتم إبعاد 13 منهم خارج فلسطين، عن طريق مطار بن غوريون، قبل نقلهم إلى قبرص، ثم وزِّعوا على عدة دول أوروبية، فيما جرى إبعاد 26 آخرين إلى قطاع غزة بواسطة حافلات.\

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!