ترك برس

رأى المحلل السياسي الروسي، ألكسندر روستوفتسيف، أن الرئيس التركي أردوغان لم يكن قط حليفا لروسيا، وإنما يعمل لصالح تركيا، مشيرا إلى أن مواقف أنقرة المعادية لروسيا في شبه جزيرة القرم وسوريا لن تتغير، وأنها تستخدم العامل الروسي في الضغط على حلفائها الغربيين.

وتناول روستوفتسيف في مقال نشره موقع روس فورت، آفاق العلاقات التركية الروسية مع بداية ولاية أردوغان الثانية، ووصفها بأنها آفاق مشجعة وإن كانت غامضة، حيث وصلت العلاقات إلى ذروتها مع بدء العمل في مشروع السيل التركي، وبناء محطة الطاقة النووية أك كويو، وصفقة تزويد الجيش التركي بمنظومة  S-400 الروسية.

ويستدرك المحلل الروسي إنه على الرغم من هذه التغييرات الإيجابية، فإن أعمال أردوغان تشهد على محاولات القيادة التركية إدخال العامل الروسي في الضغط على الشركاء الغربيين وابتزازهم من أجل الحصول على شروط أفضل للتعاون، وأبرز مثال على ذلك صفقة صواريخ S-400، وتهديد تركيا للولايات المتحدة بأنها ستحصل على طائرات الجيل الخامس من روسيا في حالة رفضت واشنطن تسليمها مقاتلات الولايات F-22.

وأضاف أن إبعاد الولايات المتحدة عن تركيا سيكون أمرًا مغريًا لروسيا، ولكن في مثل هذه الظروف، لا يمكن بناء استراتيجية طويلة المدى.

وواصل الكاتب هجومه على القيادة التركية، متحدثا عن الموقف التركي من الصراع في سوريا، واتهم نظام أردوغان بشراء النفط من داعش، وتقديم المساعدات العسكرية والمالية لمقاتلي التنظيم، كما تؤيد أنقرة الهجمات الكيماوية التي تشنها المعارضة المسلحة في سوريا، وهي الهجمات التي تخطط لها الاستخبارات الغربية، على حد زعمه.

ويتساءل روستوفتسيف لماذا تضطر روسيا إلى قبول هذه المضايقات التركية؟ أردوغان لا ينوي وقف هجومه على سوري، ويبني خط أنابيب الغازالعابر للأناضول "تاناب" على أراضيه. أما روسيا فتقدم له أكبر خط لأنابيب الغاز في العالم "السيل التركي"، ومحطات الطاقة النووية، ومنظومة الدفاع الجوي التي لا مثيل لها في العالم.

وأضاف أن الموقف التركي من شبه جزيرة القرم وأوكرانيا لن يتغير خلال ولاية أردوغان الثانية، حيث تؤكد الدوائر الحاكمة في تركيا أنها لا تعترف بضم روسيا للقرم، وتواصل تقديم الدعم لمجلس تتار القرم.

ويلفت الكاتب إلى أن روسيا لديها أوراق تلعب بها مع تركيا أردوغان، فإذا كانت تركيا نجحت في الحصول خصم من روسيا على سعر الغاز، فلا يمكنها أن تلعب لعبة التخفيضات في مشروع الطاقة النووية، لأن هناك قواعد أكثر صرامة.

ويضيف أن وجود منظومة الدفاع الجوي الروسية إس 400 في تركيا هو في صالح روسيا أيضا ، لأنها تعزز التناقضات داخل حلف الناتو، وتدمر احتكار الولايات المتحدة لتزويد أنظمة مماثلة للحلفاء، مما يخلق فجوة في المعايير الموحدة للكتلة.

أما بالنسبة إلى خط أنابيب الغاز العابر للأناضول "تاناب" والذي تسعى تركيا من خلاله إلى عدم الاعتماد على الغاز الروسي، فيقول الكاتب إنه لا يمكن الدفاع عن اتهام أردوغان بخيانة مصالح روسيا، فهو لم يقسم قط على الولاء لروسيا، ويعمل لصالح تركيا.

وتأبع  إن مشروع تاناب، ليس منافسا على الإطلاق لمشروع السيل التركي، لأن الطاقة الإنتاجية لمشروع تاناب في الفرع الأول 10 مليار متر مكعب من الغاز الطبيعي سنوياً، وإذا أقيم الفرع الثاني فإن الطاقة الإنتاجية ستصل إلي 16 مليار متر مكعب. وتقدر تكلفة الفرع الثاني بمبلغ 10 مليار دولار.

وذكر أن الفرع الأول من السيل التركي تم إنجازه بسعة 15.7 مليار متر مكعب في السنة إلى الساحل التركي، وسينتهي العمل في الفرع الثاني في الخريف المقبل، وتقدر تكلفة إقامة فرعين 10 مليارات يورو أي أنها أقل بكثير من تاناب.

ويلفت الكاتب في ختام مقاله إلى أن الكرملين ما يزال يحتفظ بورقة واردات روسيا من الطماطم روسيا ما تزال تلعب بورقة وارداتها من الطماطم التركية، ويمكنها إعادة فرض الحظر على الطماطم التركية مرة أخرى.

وختم روستوفتسيف مقاله بأن السلام السيئ مع تركيا أفضل من الخلاف الجيد، وقد حصلت روسيا على فرصة تاريخية لتحسين العلاقات وتقويتها بشكل كبير مع خصم تاريخي قديم. وكلما توثقت العلاقات بينهما، زادت صعوبة قطعها غدا عندما تطبع العلاقات بين تركيا والغرب.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!