محمد قدو أفندي أوغلو - خاص ترك برس

أكد سعادة السفير العراقي في انقرة الدكتور حسين محمود الخطيب بأن ما لمسه من المسؤولين الأتراك ومواطنيهم تجاه العلاقة الحميمة بين البلدين يسر القلب كثيرا، وأكد سعادته في لقائي الصحفي الخاص معه بأن الروابط المشتركة المتعددة بين الشعبين العراقي والتركي قد يندر وجودها بين دول العالم.

وأضاف سعادته أن العراق يهتم كثيرا بتطوير ودعم العلاقات التاريخية بين البلدين الجارين في كافة الميادين سواء السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية العلمية والعسكرية، كما أكد سيادته على الشعور المتبادل من الجانب التركي في الرغبة لتطوير العلاقات الأخوية بين العراق وتركيا على نفس الأسس من الروابط التاريخية المتعددة والمصالح المشتركة بين الشعبين.

والجدير بالذكر أن البلدين قد شكلا مجلسا التعاون الاستراتيجي بين البلدين منذ عام 2008 وبعد عام من تشكيل المجلس تم التوقيع على ثمان وأربعين اتفاقية في مجالات الأمن والطاقة ومختلف الجوانب الاقتصادية.

فالعلاقات التركية العراقية، ومنذ نشوئها منذ بدايات القرن الماضي كانت وما زالت تتصف بحسن الجوار، ولم تشهد تلك العلاقات أي شائبة هامة عكرت صفوها منذ إقامتها، ويمكن اعتبارها علاقات نموذجية سادها على الدوام احترام السيادة المتبادل، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للبلدين، واستعداد الجانبين لحل كل الأمور التي تعترض مسيرتهما التفاعلية والتعاونية، وتؤثر بشكل سلبي على علاقات حسن الجوار. وتركيا من ناحيتها كانت داعمة بصورة مستمرة لوحدة الأراضي العراقية وتَعتبر الحفاظ على وحدة العراق ثابتًا من ثوابت الأمن القومي للبلاد

وأيضا تم تناول موضوع المدارس العراقية الخاصة المنتشرة في المدن التركية والتي يبلغ عددها خمسة وعشرون مدرسة بمراحلها الثلاثة – الابتدائية والمتوسطة والثانوية – والتي تتبع المنهج الدراسي لوزارة التربية العراقية، وبسبب عدم فتح أية مدرسة عراقية حكومية فإن تلك المدارس تعتبر الملجأ الوحيد امام أولياء أمور الطلبة لأرسال أبنائهم أليها بغية إتمام الدراسة، وحتما أن إصرار أولياء الأمور على إرسال أبنائهم للمدارس العراقية هو تعبير غير مباشر عن الآمال المعقودة في الرجوع في يوم ما إلى أرض الوطن، إضافة إلى أن الطلبة يرغبون بالاستمرار في نفس المنهج الذي بدأوه سابقا في العراق. حول هذا الموضوع وما يعاينه الطالب وبعض الصعوبات التي ترافق عملية فتح المدارس والشروط التركية لها تحدث سعادته قائلا:

"لا شك في أن رغبة المستثمرين في فتح المدارس الأهلية فيها دوافع اقتصادية مشروعة ولكن لا بد على المستثمر أن يضمن تقديم الأفضل للطالب من كل متطلبات الدراسة بمستويات جيدة تلبي متطلبات التعليم التي تفرضها وزارة التربية العراقية ونظيرتها السلطات التعليمية التركية، لكننا نلحظ أن العديد من المدارس الخاصة التي تدرس المنهج العراقي لم تستوف الشروط التركية في فتح المدارس الأهلية ولم تحصل على موافقتها بعد، وقد اطلعنا على متطلبات الجانب التركي ونجدها مشروعة وتصب في صالح الطالب وفي صالح المؤسسة التعليمية وترتقي بالخدمات التي تقدم إلى الطالب، وبهذه المناسبة أعرب عن امتناني وشكري للسلطات التركية التربوية للتسهيلات التي قدمتها للمدارس العراقية والطلبة العراقيين وآمل بمزيد من التعاون لمصلحة الطلبة خاصة الذين ينتمون إلى مدارس لم يتم الاعتراف بها بعد، وقد نقلنا الصورة الإيجابية عن تعاون تلك السلطات الى الجهات المعنية في العراق".

وأضاف السفير د. حسين الخطيب: "وحقيقة تصلني بعض الشكاوي من أولياء أمور الطلبة حول المدارس الأهلية العراقية بخصوص الخدمات التي تقدم للطلبة ومستوى التعليم فيها، وسأدعو قريبا جدا السادة والسيدات ممثلي تلك المدارس من مستثمرين وإدارات للاجتماع ومناقشة أوضاع التعليم الأهلي وما يمكن عمله لتطويره وضمان تقديم الأفضل للطلبة الذين هم أبناؤنا وأعزائنا ونأمل أن يكون من بينهم قادة للمستقبل وكفاءات تقدم الخير والعطاء للعراق والعالم".

وفي الختام ذكر سعادة السفير الخطيب: "ولا يفوتني أن أوكد على الدور المهم والإيجابي الذي يمارسه التعليم الأهلي العراقي في تركيا من تقديم فرص التعليم لأبنائنا الأعزاء التي تساعدهم على بناء مستقبلهم وحمايتهم من الضياع، كما لا يفوتني ذكر الدور المهم لوزارة  التربية العراقية والمؤسسات التعليمية التركية النظيرة لدورها في دعم ومراقبة المدارس العراقية الأهلية في تركيا، وبصفتي سفير العراق سأبذل كل الجهد مع كادر السفارة المسؤول عن الملف الثقافي لتذليل العقبات والصعوبات التي تواجهها المدارس وتلك التي يواجهها الطلبة والتعاون مع اللجنة الإشرافية التعليمية و تنشيط دورها وذلك للتوصل إلى أفضل الظروف التي تساعد على تقديم أفضل تعليم لطبلتنا الأعزاء".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!