ترك برس

نشرت صحيفة "فوينيه أوبزرينيه" الروسية مقالًا حول قرار قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) الأخيرة بالعاصمة البلجيكية بروكسل، بشأن التخلص من جميع الأسلحة السوفييتية.

وحمل المقال الذي كتبه الخبير بوريس جيريليفسكي، عنوان "ترامب وجد حلا لأردوغان والمجمّع الصناعي العسكري الروسي"، بحسب وكالة "RT".

وبحسب الكاتب، فإن "من بين الوثائق التي تم تبنيها في قمة حلف الناتو في بروكسل، هناك إعلان من الدول المشاركة، يتعهدون فيه بالتخلص من الأسلحة السوفييتية والروسية، التي لا تزال في الخدمة في عدد من الدول الأعضاء في الحلف.

يبيّن المشاركون في القمة بشكل لا لبس فيه أن هذا الإعلان يشير في المقام الأول إلى دول كانت في السابق جزءاً من حلف وارسو، ضمن مجال النفوذ السوفييتي. البعض منها حتى يومنا هذا لديه مخزون كبير من الأسلحة السوفييتية".

وأضاف الكاتب: "لكن الوثيقة تذكر، إلى جانب السلاح السوفييتي، الروسي أيضًا، ما يبدو للوهلة الأولى غير منطقي. فلم تقم دول البلطيق ولا بولندا أو جمهورية التشيك بشراء كميات كبيرة من الأسلحة من روسيا لقواتها المسلحة.

إلى ذلك، فمن المقرر أن تشتري تركيا أسلحة روسية، وهي عضو في حلف الناتو. فقد تم توقيع عقد روسي تركي من أجل شراء منظومة إس-400 الصاروخية، الأمر الذي، كما هو معروف، تسبب في غضب واشنطن الشديد".

لكن على الرغم من كل التهديدات الأمريكية، يصر أردوغان على تعزيز حماية المجال الجوي لبلاده بالمنظومة الروسية، وهي الأفضل في العالم اليوم، حسب رأي جيريليفسكي.

وتابع الكاتب: "لكن الآن، بعد اعتماد الإعلان إياه، بات بمقدور الولايات المتحدة الضغط على أنقرة نيابة عن حلف الناتو بأكمله. الوقت سيخبرنا كم سيعجب ذلك القيادة التركية.

فشلت محاولات دونالد ترامب تعبئة موارد حلف شمال الأطلسي ضد ألمانيا، لإجبارها على التخلي عن مشروع "السيل الشمالي- 2". وها هو يحقق نجاحا أكبر، كما نرى، فيما يتعلق بتركيا وعزمها على امتلاك إس-400،  من خلال الإعلان المذكور، الذي جاءت صياغته ملتوية وغير محددة".

وجاء في البيان الختامي لقمة زعماء الناتو الأخيرة: "سنزيد الاحتياطات الأمنية تجاه الخطر الذي يهدّد الحدود الجنوبية لتركيا، وسندعم الأخيرة في صراعها ضد مصدر الخطر، وسنكون يداً واحدةً من أجل الحفاظ على أمان هذا الاتفاق وتطبيقه بشكل كامل".

وفي مقابلة مع إذاعة سبوتنيك الروسية، انتقد حسن أونال، خبير العلاقات الخارجية في جامعة أتيلم في أنقرة، فكرة التهديد الغامضة الواردة في الإعلان، مشيرا إلى أن التهديد الرئيسي الذي تتعرض له تركيا يأتي من ميليشيا حماية الشعب الكردي، ومن يدعمونها في الولايات المتحدة.

ويرى محللون سياسيون وعسكريون أتراك أنه لا أساس لمخاوف واشنطن من صفقة شراء تركيا منظومة الدفاع الصاروخي الروسي S-400، إلا إذا كانت الولايات المتحدة تهدف إلى حرمان تركيا من المنظومة الروسية وتخطط لشن هجوم عليها.

ويقول الخبير العسكري والجنرال السابق في القوات الجوية التركية، بيازيت كاراتاش، إن واشنطن ستستغل الوضع الداخلي الحالي في تركيا، بعد التحول إلى نظام الرئاسة التنفيذية من أجل مواصلة ممارسة الضغط على أنقرة ومنع تنفيذ صفقة على تسليم S-400.

ووصف كاراتاش مخاوف البنتاغون من قدرة المنظومة الروسية على التقاط البيانات الفنية عن قدرات مقاتلات F-35 ونقلها إلى موسكو، بأنها مزاعم تثير السخرية.

من جانبه، قال المحلل السياسي التركي جيهون بوزكورت، أنه من أجل فهم سبب قلق للولايات المتحدة من شراء أنقرة لمنظومة S -400 فإن من الضروري أن ننظر إلى الوضع المحيط بتركيا، ولا سيما في منطقة بحر إيجه وشرق المتوسط، التي توصف بأنها قنبلة موقوتة.

وتابع أن تركيا تواجه أيضا تهديدا إرهابيا كبيرا من سوريا والعراق بالإضافة إلى التهديدات المتعلقة بتفاقم الصراع بين أذربيجان وأرمينيا والضغط المستمر على إيران.

وأكد بوزكورت أنه في هذه الظروف الصعبة، يتعين على تركيا إنشاء نظام دفاع جوي خاص بها، لا سيما وأن الولايات المتحدة تتبنى موقفا مناقضا لموقف تركيا في جميع الدول التي يتصاعد فيها التوتر.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!