ترك برس

شغلت القمة الأخيرة بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، حديث الصحف العالمية. وتناولت وسائل الإعلام التركية القمة من حيث تأثيرها وانعكاساتها على المنطقة، وعلى دور أنقرة الإقليمي ومعادلات تحالفاتها.

ويرى برهان الدين ضوران، رئيس مركز "سيتا" للدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في تركيا، أن الانتقادات القاسية التي وجهها الرأي العام الأمريكي تجاه ترامب بسبب القمة المذكورة، قيّد آمال ترامب فيما يتعلق بـ "البداية الجيدة مع روسيا".

وأضاف في مقال له بصحيفة "صباح التركية، أن الزعماء الأوروبيون منزعجون أيضاً من وصف ترامب لبلدانهم بـ "العدو" فيما يعتبر موسكو "منافسة" لواشنطن.

وأوضح الخبير التركي أن هذا الجدال في الأوساط الغربية، يشير إلى تعمق الخلافات أكثر فأكثر داخل حلف شمال الأطلسي "ناتو"، ويظهر أن ترامب الذي يتجاهل هذا الصدع ضمن "ناتو"، يعمل على كسب روسيا في صفه خلال حربه التجارية ضد الاتحاد الأوروبي والصين.

ولفت إلى أن خطوات ترامب في هذا الخصوص، يزيد من حالة القلق لدى بلاده، ويجعل من سياساته تجاه روسيا معقدة وغير فعالة.

وبحسب "ضوران" فإن النقطة الأهم في هذا الشأن، هو كيفية تأثير القمة على مجريات الأحداث في المنطقة.

وتابع: "هناك مسألتان يتفق عليهما بوتين وترامب بشكل كامل، أمن إسرائيل والرغبة في إنشاء تعاون في سوريا. واتفق الزعيمان على وجوب اتجاه الأحداث جنوبي سوريا وبالأخص في هضبة الجولان، بشكل يضمن أمن إسرائيل. ماهية هذا التوافق يزيد من مطامع إسرائيل في المنطقة. كما أن للقاء رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مع بوتين وترامب كل على حدا، دور كبير في هذا التوافق."

ويعتقد الكاتب التركي أن هذه التطورات تزيد من جرأة إسرائيل، مستشهداً على ذلك بقيام السلطات الإسرائيلية بهدم المنازل في منطقة خان الأحمر، لاستكمال بناء الجدار الفاصل في الضفة الغربية، مبيناً أن الهدف منها هو إخراج الفلسطينيين من المنطقة الواقعة بين القدس الشرقية والبحر الميت، وإسكان المستوطنين بدلاً منهم هناك.

ولفت الكاتب إلى أن إسرائيل تخطو خطوات تنهي حل الدولتين.

واستبعد "ضوران" أن يكون الزعيمان قد توصلا إلى اتفاق ومفاوضات ملموسة على التعاون والتوافق في الشأن السوري، موضحاً "رغم أن بوتين يبدي إشارات على موافقته تقليص دور إيران لتأمين راحة إسرائيل، إلا أن هذا لا يعني موافقتها على إخراج طهران من سوريا بشكل كامل. إضافة إلى إنهاء وجود الميليشيات الشيعية في سوريا، أمر يتجاوز قدرات موسكو بكثير."

ويختتم الكاتب التركي بالإشارة إلى أن إيران لن تتراجع عن التعاون مع روسيا بغرض البقاء ضمن اللعبة في سوريا، مستشهداً على ذلك بلقاء علي أكبر ولايتي مع بوتين قبيل قمة هلسنكي.

وحول علاقة تركيا بهذه المستجدات، يشير الكاتب إلى ضرورة أن تكون أنقرة على الخط بصفتها دولة تمتلك إمكانية العمل مع واشنطن وموسكو إن كانتا تريدان تطوير تعاونهما في سوريا.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!