سردار تورقوت – صحيفة خبر ترك – ترجمة وتحرير ترك برس

كما كل عام، يشارك عدد كبير من كبار السياسيين ورجال الأعمال في مؤتمر دافوس، وفي هذا العام شارك أكثر من 1700 من المدراء التنفيذيين الذين وصلوا على متن طائرات خاصة.

هذا بالإضافة لعدد آخر جاء بالطائرات المدنية الكبيرة إلى زيورخ، ومنها إلى دافوس عبر طائرات الهيلوكابتر، بمعنى أنّ دافوس هذا الأسبوع ممتلئة بالمدراء التنفيذيين.

الإدارة التنفيذية مهمة مُجهدة

يعيش المدراء التنفيذيون عادة تحت ضغط شديد، لأنهم يلعبون يوميا بأموال طائلة، ويغامرون بمخاطر عديدة، وقد يفقدون كل شيء في لحظة ما، كما قد يحققون أرباحا طائلة بقرار ما، لهذا يكون المدراء التنفيذيون في العادة أقوياء، لكنهم مجهدون ومرهقون ويعيشون تحت الضغط.

السوق اليوم في دافوس مرتفع التوتر والضغط، وكل المدراء المشاركين فيه يشعرون بالتوتر، لكنني أعتقد أنّ أكثر الأشخاص توترا في دافوس هذا العام، هي المديرة التنفيذية لشركة ياهو، السيدة "ماريسا ماير".

بعد سنوات عدة من عملها تحت إطار شركة قوقل، أصبحت "ماريسا ماير" المديرة التنفيذية لشركة ياهو عام 2012، حيث كانت تقول أنّ لديها خطة، وعلى طريق خطتها للنهوض بالشركة قامت بحملة كبيرة لشراء الشركات الجديدة الرائدة، والتي رأت فيها أفضل طريقة لتحقيق الأرباح.

أكبر مبلغ دفعته كان لشراء شركة "تمبلر"، وإلى الآن قامت بدفع مبلغ مليار و700 مليون دولار لشراء شركات جديدة وضمها تحت سقف شركة ياهو.

اليوم وصلت "ماريسا ماير" إلى نهاية مطاف رغبتها الجامحة بالشراء، لأن المساهمين أصبحوا لا يريدون صرف المزيد من الأموال، بل إنهم يعتقدون أنّ الوقت حان لكي تظهر لنا تلك الشركات الصغيرة التي تم شرائها ما هي خططهم، وما مقدار الأرباح التي ستجنيها الشركة من خلال شراء تلك الشركات الجديدة.

لهذا يقوم المستثمرون النشطون الآن، وأكبر المساهمين في شركة ياهو، بالضغط على مديرة الشركة التنفيذية "ماير"، من خلال التأثير على مجلس الإدارة بأنه لا يوجد سوى خيارين أمام "ماير"، وهما إما أنْ تثبت لهم "جودة أدائها"، وإلا سيكون مصيرها "فصلها من وظيفتها".

لهذا تعيش اليوم "ماريسا ماير" أخطر مرحلة في حياتها التجارية، لأنها لا تستطيع القول بأنه "لا يوجد لديها مصدر تمويل"، حيث استثمرت شركة علي بابا الصينية الضخمة بملايين الدولارات في شركة ياهو، وأصبحت من المساهمين الكبار في الشركة، والآن جاء دور المديرة التنفيذية لتبين للمساهمين خططها للاستثمار بالشركات الجديدة التي اشترتها مؤخرا، وعليها إثبات أنها محقة وستنجح اختياراتها وخططها.

لا شك أنّ الضغوطات الممارسة على "ماريسا ماير" كبيرة جدا، ومن المؤكد أنها تبحث في دافوس عن أفكار جديدة تساعدها على الخروج من هذه المرحلة الحرجة، والكل يتحدث عن احتمال اتحاد شركة ياهو مع شركة إيه أو إل (AOL)، لكنني لا اعتقد أنّها ستنجح في ذلك.

سننتظر ونتابع ما هي القرارات التي ستتخذها "ماريسا ماير" بعد عودتها من مؤتمر دافوس. 

عن الكاتب

سردار تورغوت

كاتب في صحيفة خبر ترك


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس