ترك برس

نفى خبير في الشؤون الروسية التركية، وجود مفاوضات بين تركيا وروسيا في الآونة الأخيرة من أجل انسحاب قوات النظام السوري من محافظة "حلب" شمالي البلاد وتسليمها إلى الجانب التركي.

وبحسب موقع "أنباء آسيا الوسطى والقوقاز"، قال الدكتور باسل الحاج جاسم، إن ما جاء في تقرير صحيفة "يني شفق" التركية، بخصوص المفاوضات بين أنقرة وموسكو، تم استخدامه بشكل فضفاض وبعيد عن الواقع.

واعتبر الحاج جاسم أن "الحديث كان فيه عن حلب بشكل عام، هو ما أتاح المجال لاستخدامه خارج سياقه واقحام اسم مدينة حلب، بينما المقصود هو ريف حلب الذي هو اليوم يخضع لنفوذ العديد من الدول والقوى وهذا أمر واقع.

وكانت صحيفة "يني شفق"، قالت إن من المقرّر أن تتولى السلطات التركية مهمة الإشراف على إعادة إعمار حلب التي كانت في وقت من الأوقات أكبر مركز صناعي في الشرق الأوسط، ثم ستنقل السيطرة في المدينة إلى تركيا والجيش السوري الحر لتنسيق عودة أكثر من 3 ملايين لاجئ.

ونقلت الصحيفة التركية عن مصادر مطلعة إشارتها إلى أن المفاوضات بين الوفود التركية والروسية لا تزال مستمرة من أجل الإشراف على حلب.

وأضاف الحاج جاسم، خلال حديثه لقناة "حلب اليوم"، أنه "حتى اللحظة لا توجد أي مفاوضات لا بين الأتراك ولا بين الروس حول مدينة حلب، أما الريف فلا يخفى على أحد أن هناك نقاط مراقبة تركية وفقا لصيغة محادثات أستانا وبدعم روسي.

وأشار إلى أن بعض تلك النقاط تقع على أطراف مدينة حلب، واتفاقية أستانا التي تم بموجبها نشر نقاط المراقبة التركية ستنتهي بعد قرابة شهرين تقريبا، بعدها اذا لم يتم تمديد الاتفاق، ستسحب تركيا تلك النقاط.

واستدرك: "إلا في حال كان هناك اتفاقات غير معلنة وستظهر بالتأكيد قريبا للعلن، ولابد من التوضيح أن وضع نقاط المراقبة العسكرية يختلف عن وضع القوات التركية التي طهرت جرابلس والباب وعفرين من الإرهاب في عمليتي غصن الزيتون ودرع الفرات.

وتابع الباحث أن مصير مدينة حلب أو غيرها وفق السيناريو الذي ذكرته "يني شفق" التركية مرتبط بالصيغة التي ستتوافق عليها القوى العظمى على شكل خارطة سورية القادمة، وهل سيتم اللعب بحدود الجمهورية العربية السورية، على غرار ما تروج له بعض الأطراف كاقامة كيانات انفصالية وإطلاق تسميات ناعمة على ذلك كفدرالية أو حكم ذاتي وما شابه من تسميات تسويقية، وفي حال تم ذلك فعندها يتحول الكلام عن مفاوضات على مصير ليس فقط حلب وإنما الكثير من المناطق السورية حقيقة.

في سياق متصل، نشرت صحيفة "سفابودنايا براسا" الروسية تقريرًا تحدث فيه عن "إعلان الجانب التركي استعداده لإعادة بناء مدينة حلب السورية"، وفق موقع "عربي21".

واعتبرت سفابودنايا براسا، أن "هذا من الأمور المهمة بالنسبة لتركيا، لا سيما في ظل عدم رضا سكان العديد من المدن التركية إزاء تزايد عدد اللاجئين، ما يخلق صعوبات كبيرة".

بحسب الصحيفة الروسية، شكك الخبير التركي تانر بكسوي، في فرص نجاح هذا الاتفاق، إلا أنه أكد على إمكانية إجراء هذه المفاوضات على أرض الواقع.

وفي حال نجحت تركيا في إعادة اللاجئين إلى ديارهم، سيكون ذلك بمثابة إنجاز عظيم نجحت السلطات التركية في تحقيقه. لكن من المرجح أن تظهر في إطار تنفيذ هذا المشروع العديد من العقبات، بما في ذلك الاقتصادية وذلك وفقا لما توصل إليه بكسوي.

ونوهت الصحيفة إلى أن الأسد لن يوافق على الدخول في مثل هذه الصفقة، كما أن استخدام القوة ضده في مثل هذه الحالة أمر غير ضروري، وذلك حسب الخبير التركي.

وصرّح عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري "فؤاد عليكو"، قبل أيام، أن هناك 3 مناطق نفوذ تتشكل في سوريا، وهي أمريكية وروسية وتركية، مبينًا أنه "سيتم السماح لتركيا بالإشراف على ريفي حماة وإدلب".

وأشار عليكو إلى أن "المنطقة التركية تمتد من جرابلس حتى إدلب وريف حلب الغربي وصولا لريف حماة الشمالي"، وأن "منطقة شرق الفرات ستكون تحت النفوذ الأمريكي وباقي مناطق سوريا تحت النفوذ الإيراني والروسي".

بيّن أن "هناك مشاكل كبيرة تعاني منها مناطق النفوذ الثلاث يجب حلها ليتم بعدها إعادة الاعمار والانتقال السياسي، وإن تركيا لم تقوم ببناء نقاط المراقبة العسكرية بسوريا لتخرج منها بعد فترة قصيرة".

وشدّد عضو الهيئة السياسية في الائتلاف الوطني السوري على أنه "لا يمكن عودة اللاجئين إلا بعد حصول الاستقرار ولا يمكن حصول الاستقرار إلا بعد حل مشاكل مناطق النفوذ".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!