كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

ليس سرًّا أن الغرب يعمل على إثارة الفتن والنزاع في تركيا مستغلًّا الطائفة العلوية. ما أوصلت الحرب الطائفية الشرق الأوسط إليه واضح للعيان، فالعصبية المذهبية حولت العراق وسوريا إلى برك من الدماء.

بعد أحداث منتزه "غيزي" عام 2013، حاول الغرب ومطاياه جر تركيا إلى حرب أهلية من خلال استغلال الهوية العرقية والطائفية. وبدأنا نسمع بكثرة بعد عام 2013 أخبارًا تحت عناوين "الدولة تقتل الأكراد"، و"الإشارات توضع على منازل العلويين".

كان هناك مساعٍ من أجل تصوير الدولة على أنها تمارس سياسات تمييز ضد الأكراد والعلويين على حد سواء، عن طريق هذه الأخبار.

واتضح خلال وقت قصير أن تنظيمي "بي كي كي" و"غولن" يقفان وراء الأحزاب السياسية والمنظمات المدنية التي تساهم في تشكيل هذه الصورة.

تبين أن تنظيم "غولن" أسس عشرات الجمعيات باسم العلويين، في حين نفذ "بي كي كي" وحزب الشعوب الديمقراطي، هجمات انتحارية ضد الأكراد أنفسهم، من أجل إثارتهم ضد الدولة.

أما حزب الشعب الجمهوري فحاول خلال تلك الفترة تأجيج الفرقة بين العلويين والسنة. وعقب تسلم كمال قلجدار أوغلو، وهو علوي، الرئاسة سعى الحزب بشكل ممنهج لإثارة الحرب الطائفية بين مكونات المجتمع.

عقب تفجير السيارات الملغمة القادمة من سوريا تحت إشراف تنظيم غولن، شرع كمال قلجدار أوغلو بمحاولة إثارة فتنة علوية- سنية علنًا.

بدأت التنظيمات اليسارية ذات النزعة العلوية تحظى برعاية حزب الشعب الجمهوري وتنال مكانة لديه في عهد كمال قلجدار أوغلو. هذه العقلية الطائفية أيضًا تكمن وراء موقف قلجدار أوغلو المتعاطف مع ديكتاتور سوريا بشار الأسد.

لم يفلح قلجدار أوغلو في تقسيم تركيا عبر الطائفية، لكنه فرق من خلالها بين مكونات حزبه. هناك انتقادات من داخل حزب الشعب الجمهوري إلى قلجدار أوغلو بسبب طائفيته، علاوة على اتهامه بتحديد قيادة الحزب وقوائم النواب ومندوبي الحزب من الطائفة العلوية.

تزايدت هذه الانتقادات والاتهامات مع بدء محرم إينجة مساعيه للوصول إلى زعامة الحزب. وفيما تتحدث "مجموعة التغيير" في الحزب عن فشل قلجدار أوغلو في الانتخابات، تلفت من جهة أخرى إلى التركيبة الطائفية داخل الحزب.

يمكننا القول إن هذه الانتقادات سوف تتزايد يومًا بعد يوم، وإن الخواطر لن تهدأ وسيتعرض الحزب للانقسام في حال أصر قلجدار أوغلو على البقاء في زعامته.

من الملاحظ أن قلجدار أوغلو اتبع طوال ولايته في زعامة الحزب سياسة منسجمة مع التحريض العرقي والطائفي الذي يثيره الغرب ضد تركيا. لكن هذه الجهود لم تثمر عن شيء.

لهذا فإن مهمة قلجدار أوغلو انتهت. وسواء أأصر على موقفه أم لم يصر فإن التغيير في قيادة حزب الشعب الجمهوري قادم لا محالة. والبحث عن زعيم جديد سوف يستمر.

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس