ترك برس

اختلفت مواقف وسائل الإعلام الألمانية حول إعلان اللاعب الدولي من أصول تركية "مسعود أوزيل"، اعتزاله اللعب مع منتخب ألمانيا، بعد صمت دام شهورا تجاه الجدل الذي أثارته صورته مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في مايو/ آيار الماضي، حيث اتهم القائمين على اتحاد الكرة في ألمانيا بالعنصرية.

صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ"، التي تصدر في ميونيخ، ترى في تعليقها أن ملايين الناس في ألمانيا سيخسرون باعتزال أوزيل وكتبت تقول: "اعتزاله اللعب مع المنتخب الألماني هو الهزيمة الفعلية هذا الصيف، وليست الخسارة في مرحلة المجموعات.

وستكون هناك عواقب أليمة على كرة القدم والمجتمع.. إنها نهاية ستنتج ملايين الخاسرين، وبالتحديد كل أولئك، الذين يريدون أن يعيشوا مع بعضهم البعض وليس ضد بعضهم البعض، سواء على أرض ملعب كرة القدم أو خارجه"، وفق ما أوردت إذاعة "صوت ألمانيا" (DW).

وأوضحت الصحيفة في تعليقها أن اعتزال أوزيل هو بمثابة انفجار هائل، وقالت: "صدى هذا الانفجار سيتردد في كل مكان.. وإضافة إلى ملاعب الكرة سيُسمع هذا الصدى داخل الأسر والمدارس وفي السياسة، من حزب البديل (الشعبوي) وحتى المجلس المركزي للمسلمين بألمانيا، ومن برلين وميونيخ حتى أنقرة وإسطنبول..

فمسعود أوزيل لم يكن مجرد لاعب بالمانشافت وإنما كان رمزا للمشاركة والتعايش مع الناس أصحاب الأصول التركية وكذلك الأجيال التالية التي تعيش في ألمانيا".

وأردفت "زود دويتشه": "لقد كان (أوزيل) لاعب كرة الشوارع القادم من غيلزنكيرشن، الذي صافحته ميركل بحرارة في غرفة تبديل الملابس وهو يلف المنشفة حول خصره، كما أنه صاحب 92 مباراة دولية وبطل عالم".

صحيفة "راينبفالتس"، التي تصدر في مدينة لودفيغسهافن، كتبت في تقرير لها، أن "صمته (أوزيل) الطويل بهذا الشكل كان مهلكا. وقد قام صاحب الـ29 عاما بتوضيح موقفه في تصريحات مسهبه.

(ما يعني) أنه كان ومازال له رأي، فلماذا لم يدافع لاعب أرسنال لندن عن نفسه فوراً (آنذاك)، وإنما أقام سورا (حول نفسه) حتى بعد كأس العالم بفترة طويلة؟"

وتابعت "راينبفالتس" أن "الصمت ليس دائما من ذهب. والآن رد مسعود أوزيل بهجوم كاسح، هاجم فيه كل شيء وجميع الأشخاص، ذاكراً العنصرية وغياب الاحترام كأسباب لإقدامه على خطوة (الاعتزال). وبهذا الانتقام الشامل يجعل (أوزيل) من نفسه وبنفسه كبش فداء".

أما صحيفة "دي فيلت" فكتب تقول: "الصورة مع أردوغان أظهرت إلى أي مدى (يعيش) أوزيل ممزقاً، وربما ليس هو الألماني الوحيد من أصول تركيه الذي حاله بهذا الشكل. غير أن الإقرار بحمل قميص ألمانيا يتضمن أكثر من مجرد اللعب بشكل جيد.

فاللاعبون الدوليون قدوة لاسيما بالنسبة للشبان من خلفيات مهاجرة. وهنا يجب على اتحاد الكرة الألماني أن يوضح المطلوب من ترديد السلام الوطني وحتى الإقرار الواضح".

وتابعت "دي فيلت" في تعليقها: "على مدار عقود لم يكن للألمان علاقة بالمهاجرين. يجب على ألمانيا أن تصيغ بوضوح توقعاتها، ويجب على كل رياضي يتنقل بين الثقافات أن يقرر إذا ما كان لديه القدرة والرغبة على القيام بذلك (أم لا).

ومن يقبل الحصول على جواز السفر الألماني وارتداء قميص المنتخب الوطني يجب عليه أن يعرف ما الذي يعنيه ذلك، وقد أظهرت حالة أوزيل هذا الأمر بوضوح".

صحيفة "دارمشتاتر إيشو" ترى أنه لم تعد هناك حاجة إلى أوزيل وكتبت تقول: "أوزيل خاض 92 مباراة دولية لصالح ألمانيا، أدى في أغلبها بشكل احترافي ورياضي بما يكفي. وهذه العلاقة التجارية سارت لفترة طويلة بشكل جيد بالنسبة لكلا الطرفين.

والآن حان الوقت لإنهائها بشكل محترم والتوقف عن التمادي في الانغماس في الأوهام. والرسالة السياسية، وبالطبع إنها واحدة من الرسائل (في تصريح أوزيل)، هي رسالة مقدور عليها وغنية بالدروس. أما من الناحية الرياضية، فنحن لم نعد بحاجة إلى أوزيل".

وبإعلانه اعتزال اللعب مع المانشافت خلط مسعود أوزيل أوراق الرياضة والسياسة وموضوعات الاندماج والعنصرية والتعايش. وبهذا الصدد أكد وزير الخارجية هايكو ماس أنه "مازال هناك أفراد يتعرضون للعنصرية يوميا بألمانيا".

وقال ماس في تصريحات لصحف مجموعة "فونكه" الألمانية الإعلامية: "بصرف النظر عن واقعة أوزيل، الأمر بالغ الوضوح: يتعين علينا التصدي بحسم بالغ لأي شكل من أشكال العنصرية ومعاداة الأجانب.. مهمتنا جميعا الدفاع عن القيم التي تصنع بلدنا: التسامح والتنوع والحرية".

وذكر ماس أن عدد الجرائم المعادية للأجانب لا يزال مرتفعا بشكل مخزي، مضيفا أنه للأسف لا يزال هناك الكثير من الأفراد في ألمانيا يتعرضون للعنصرية في حياتهم اليومية، وقال: "التنوع ليس تهديدا، وليس شيئا ينبغي أن يثير في نفوسنا الخوف".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!