ترك برس

تشهد المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة السورية تعثرا كبيرا في مجال التعليم، وذلك لأسباب متعددة أهمها القصف المتكرر الذي تسبب بفقد الأمان بشكل عام في هذه المناطق، إضافة إلى الاستهداف الممنهج للمدارس مما أدى إلى دمار كبير في البنية التحتية للتعليم، إضافة إلى تهجير ونزوح عدد كبير من الكوادر التعليمية. ويضاف إلى ذلك ضعف التمويل المقدم لدعم عجلة التعليم في هذه المناطق.

وقد نتج عن ذلك خروج ما يقارب مليونًا و750 ألف طفل وطفلة من العملية التعليمية، وحاجة 5 ملايين و820 ألف طفل وطفلة للدعم والمساعدة في مجال التعليم في عموم سورية، وذلك حسب الخطة الإنسانية لعام 2017 الصادرة من الأمم المتحدة.

وفي هذا السياق، ولدعم وتفعيل العملية التعليمية، تم رصد تنسيق متزايد بين المؤسسات غير الحكومية السورية المرخصة في تركيا ووزارة التعليم التركية، وذلك خصوصا في مناطق ريف حلب الشمالي اعزاز والباب وجرابلس، ومن ذلك كان المشروع الذي تقوم مؤسسة بناء للتنمية بتنفيذه بتمويل من مركز الملك سلمان للإغاثة و الأعمال الإنسانية، والذي يستهدف قرابة 100 ألف طالب سوري على الأراضي السورية.

حيث يوضح المهندس يوسف حمدان مسؤول البرامج في مؤسسة بناء أن "المشروع يستهدف صيانة وتأهيل 20 مدرسة في مناطق ريف محافظة حلب ودرعا، ويتضمن الترميم صيانة النوافذ والأبواب والأسقف ومرافق المياه، وترحيل الأنقاض والإنارة، وتجهيزها بالأثاث اللازم من مقاعد وطاولات وألواح وحواسيب محمولة وأجهزة عرض".

ويشير حمدان إلى أن "المشروع يتضمن بالإضافة إلى ذلك، تجهيز مساحات صديقة للطفل في 35 مدرسة، وتوفير حوافز لقرابة 460 من المعلمين والكادر الإداري على مدار السنة الدراسية، وتأمين التكاليف التشغيلية بالإضافة لتأمين الفحم اللازم للتدفئة خلال فصل الشتاء، إضافة إلى تقديم القرطاسية و المواد التعليمية اللازمة لـ100 ألف طالب".

ويضيف المهندس حمدان أن المؤسسة ستقوم بإجراء منتدى لتوعية المجتمع ورفع قدرات أهالي الأطفال حول قضايا مشاكل التعليم والانخراط في المدارس، كما سيتم عقد لقاءات حوارية ومجموعات تركيز مع الأهالي حول تسرب الأطفال وقضايا العودة إلى المدارس.

وستتضمن حملات التوعية توزيع بروشورات وبعض اللوحات الطرقية لتحفيز الأهالي لإرسال الأبناء، كما ستتضمن التواصل مع قادة المجتمع المحلي كأعضاء المجمعات التربوية وخطباء المساجد لتحفيز الأهالي لإرسال أطفالهم إلى المدارس.

يأتي هذا المشروع تماشياً مع رؤية مؤسسة بناء للتنمية في قطاع التعليم والرامية إلى تعزيز المنظومة التعليمية والارتقاء بمستوى المباني المدرسية، خصوصا في ظل الظروف الصعبة التي يعاني منها قطاع التعليم في سوريا جراء العمليات العسكرية والقصف المتواصل الذي أدى ضرر كبير في البنية التحتية لقطاع التعليم  مما انعكس سلبا على مستوى التحصيل العلمي للطلاب.

 

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!