ترك برس - الأناضول

عثر غواصون أتراك، على بقايا سفينتين تعودان لحرب البحرية العثمانية مع أسطول البندقية، عام 1695، قرب جزر "كويون" في بحر إيجه، غربي تركيا، ليكونوا بذلك قد عثروا على أدلة جديدة حول موقع تلك الحرب.

وأجرى الغواص التركي سلجوق كولاي، عملية غوص استشكافية في جزر كويون، بعد سماعه من الصيادين بالمنطقة العثور على قطع من الخشب معلقة في شباكهم لدى الصيد.

ووجد كولاي خلال عملية الغوص، سفينتين غارقتين على بعد 70 مترا من بعضهما البعض، على عمق 85 مترا، إلى جانب عدد كبير من قذائف المدافع، ومن ثم قدم هذه المعلومة إلى فريق مشروع "مخزون تركيا من المعدات الغارقة"، الجاري بدعم من وزارة التنمية.

وأعلن الفريق نتيجة أبحاثه على السفينتين في منطقة "جيشمة" بولاية إزمير(غرب)، بالتأكيد على أنهما تعودان إلى أسطول البندقية، حيث تم تدميرهما على يد الأسطول العثماني، خلال الحرب التي جرت عام 1695، والمعروفة باسم "حرب جزر كويون".

وأوضح الفريق أن هذا الاستشكاف يدل على مكان وقوع الحرب التاريخية بين الأسطولين، مضيفا أن إحدى هاتين السفينتين تعود لقائد أسطول البندقية، في حين أن الثانية كانت قادمة لمساندتها.

وأفاد كولاي، أنه يقوم بأبحاث على الوسائل البحرية الغارقة ما بين عامي (1850-1950)، حيث يجري قسما من أنشطته في مياه بحر إيجه. 

وأضاف أنه بينما كان يجري بعض الاستشكافات بالمنطقة، سمع من الصيادين بأن قطع من الخشب تعلق بشباكهم بعض الأحيان خلال الصيد، ما دفعه لاستكشاف أعماق المنطقة، حيث عثر على أجزاء من سفينتين غارقتين، إلى جانب الكثير من القذائف. 

ولكون هذه الأجزاء ليست ضمن اختصاصه، حيث قام بإطلاع الفرق المختصة على الأمر.

من جانبه، أوضح الأكاديمي هارون أوزداش، رئيس مشروع "مخزون تركيا من المعدات الغارقة"، وعضو هيئة التدريس في معهد العلوم البحرية بجامعة 9 أيلول (في إزمير/حكومية)، أن فريقه أجرى عملية استكشاف لأعماق المنطقة التي أشار إليها "كولاي". 

وأضاف أن الفريق ضم 20 باحثا، أجرى مسحا للمنطقة بواسطة سفينة "بيري ريس" للاستكشافات.

وأشار "أوزداش" إلى أن الفريق عثر على بقايا سفينتين دمرهما الأسطول العثماني خلال واحدة من أهم انتصاراته البحرية في القرن السابع عشر.

وأردف أن الفريق تمكن من خلال نظام استكشاف الأعماق المتقدم على سفينة "بيري ريس"، تحديد أماكن السفينتين الغارقتين بشكل دقيق، وأنه جرى استخدام كاميرات متطورة ذات تحكم عن بعد خلال العملية. 

ولفت إلى أن هذه إحدى أهم عمليات الاستكشاف لأعماق البحار يجريها فريق تركي بالكامل، حيث تمت على عمق 85 مترا.

وقال أوزداش إنهم عثروا في مكان الغوص على جرس كبير، وقدموه لمتحف "جيشمة".

وأفاد أن الفريق أجرى عملية غوص واحدة يوميا، بسبب عمق السفن، حيث عثر على عدد كبير من الذخيرة، إلى جانب 35 قذيفة مدفع في كل سفينة، أطوالها تتراوح بين متر واحد و3 أمتار، فضلا عن عدد كبير من المعطيات الخاصة بأعمار السفينتين.

وأشار الأكاديمي التركي، إلى أنه لدى مقارنة هذه المعطيات بالمصادر التاريخية وجدنا أن أسماء السفن هي "ستيلا ماريس"، وليون كوروناتو"، لافتا إلى أنه من المرجح أنهما تعودان لأسطول البندقية البحري. 

وأوضح أن الفريق لم يتعرف بعد على سفينة قائد الأسطول، وأنه سيتم تحديدها مع اكتمال أعمال الاستكشاف والحفر. 

وأكد أوزداش، على أنه لم تكن هناك معلومات دقيقة سابقا حول موقع حرب جزر كويون، وأن هذا الاستشكاف يعد بمثابة أدلة ملموسة حول الأمر، حيث عثروا لأول مرة على سفن غارقة بهذه المنطقة. 

وفي سياق آخر، سمحت وزارة الثقافة والسياحة التركية بإنتاج فيلم وثائقي من لقطات السفينتين الغارقتين. 

وفي هذا الشأن، عبّر المنتج والمقدم التركي، سافاش قره قاش، عن بالغ تأثره جراء العثور على بقايا السفينتين، موضحا بأنهم سيعرضون الفيلم على شاشة إحدى القنوات الخاصة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!