ترك برس

أشار تحليل لوكالة رويترز الدولية إلى تبدد آمال تركيا في تخفيف حدة الأزمة مع الولايات المتحدة بفعل العلاقة الشخصية بين زعيمي البلدين، في الأسبوع الماضي عندما حذر الرئيس ‭‭‬‬الأمريكي دونالد ترامب تركيا مباشرة بفرض عقوبات بسبب احتجازها للقس الأمريكي  أندرو برانسون، بتهم عدّة، في مقدمتها الإرهاب والتجسس.

ورأت الوكالة أنه مع تزايد العداء لأنقرة في الكونجرس بسبب خلافات تشمل مصير القس المسيحي أندرو برانسون وعقوبات إيران وخطط تركيا لشراء نظام دفاع صاروخي روسي، كان ينظر المسؤولون الأتراك لترامب على أنه يمثل حماية محتملة في مواجهة أسوأ تداعيات لانهيارِ العلاقات.

لكن في علاقة تعاني من تبادل الاتهامات وسوء التفاهم المتبادل وسياسات الشرق الأوسط التي لا يمكن التوفيق بينها فيما يبدو، قد يتبين أن تعليق الآمال على ترامب قد يكون خطأ في التقدير، حسب الوكالة.

حينما علق الأتراك الآمال في أن يقود ترامب العلاقة إلى أجواء هادئة، وجه الرئيس نفسه ونائبه مايك بنس تحذيرا مباشرا للرئيس التركي رجب طيب إردوغان يوم الخميس بعقوبات تلوح في الأفق.

ويرى سنان أولجن، الدبلوماسي التركي السابق والمحلل في مركز كارِنيجي أوروبا، أن "تغريدة ترامب عن برونسون تظهر أن ثمة نقاط ضعف في هذه الاستراتيجية".

ولم يكشف ترامب عن الشكل الذي يمكن أن تتخذه العقوبات، لكن مشروع قانون في مجلس الشيوخ الأمريكي لتقييد القروض إلى تركيا من المؤسسات المالية الدولية وافقت عليه لجنة يوم الخميس، وهي خطوة مبكرة مهمة لإقرار التشريع.

وخلال الأزمات المتتالية، وصف كل طرف نفسه بأنه الطرف المظلوم الذي تعرض للخيانة من قبل شريك طويل الأمد يتجاهل وجهة نظره عن عمد.

وأشار هوارد ايسنستات الأستاذ في تاريخ الشرق الأوسط بجامعة سان لورانس، إلى أن "هذا يشبه الطلاق البغيض حقا حيث فقد الجانبان الثقة ببساطة في بعضهما البعض".

وأضاف: "إنهما يشعران بالإساءة، ولأنّهما يشعران بالإساءة يشعران بالحق في التجني على حقوق الآخرين"، على حد تعبيره.

رويترز اعتبرت أن تركيا هونت من شأن أي تهديد من الكونجرس، قائلة إن ترامب سيقرر في نهاية المطاف الأمور.

وقال أردوغان للبرلمان التركي في الأسبوع الماضي "هذا شيء يعود تماما إلى تقدير الرئيس الأمريكي"، مشيرا إلى مبيعات مقاتلات إف-35. وأضاف: "ليس لدينا أدنى قلق في هذه النقطة".

وتحدث مسؤول تركي عن تفاهم أفضل آخذ في الحدوث. وربط التحسن الملحوظ بما قال إنها سيطرة ترامب المتزايدة على السياسة الأمريكية على النقيض من "عقلية بعض أعضاء الكونجرس".

وقال المسؤول التركي "ثمة شيء واحد كان دائما نقطة الخلاف في هذه العلاقة.. عندما يتخذ الأمريكيون قرارا بشأن شيء، يريدون من الجميع الانصياع لهم. يعتقدون أن قرارهم ملزم دوليا وهو ليس كذلك".

لكن مسؤولين أمريكيين ومحللين يقولون إن التركيز على ترامب، الذي تصافح مع بوتين بقبضة اليد في قمة حلف شمال الأطلسي في أوائل يوليو تموز، كان سوء تقدير كبيرا من تركيا.

وقال آرون ستاين، الزميل المقيم في المجلس الأطلسي بواشنطن، إن "المشكلة في تفكير الحكومة التركية هي أنهم ما زالوا يعتقدون أن هذا الأمر يعود إلى السلطة التنفيذية. الكونجرس هو الذي يحدد الأجندة الآن.. يجب أن يمثل ذلك تحذيرا".

وقرر القضاء التركي الأربعاء، فرض الإقامة الجبرية، عوضًا عن الحبس، على رجل الدين الأمريكي القس "أندرو برانسون" الذي يُحاكم بتهم التجسس وارتكاب جرائم لصالح منظمتي "غولن" و"بي كا كا" الإرهابيتين.

وفرضت محكمة في ولاية إزمير غربي تركيا، الإقامة الجبرية على برانسون بدلا من الحبس، بعد الأخذ بعين الاعتبار المشاكل الصحية التي يعاني منها.

وكانت المحكمة ذاتها قررت في جلسة 18 تموز/ يوليو الجاري، تمديد فترة حبس برانسون، إلّا أن محاميه إسماعيل جم هلافورت اعترض على القرار بداعي تردّي حالة موكله الصحية.

وبعد النظر في الاعتراض المقدّم من هيئة الدفاع، قررت المحكمة فرض الإقامة الجبرية عوضًا عن الحبس، بشرط عدم مغادرة برانسون منزله في إزمير أو السفر خارج تركيا.

وفي 9 ديسمبر/ كانون الأول 2016، تم حبس برانسون بتهمة ارتكاب جرائم باسم منظمتي "غولن" و"حزب العمال الكردستاني" (PKK) الإرهابيتين.

وتضمنت لائحة الاتهام ضد برانسون، ارتكاب جرائم باسم "PKK" و"غولن" تحت غطاء رجل دين، وتعاونه معهما رغم علمه المسبق بأهدافهما.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!