ترك برس

تناول تقرير لصحيفة "عربي21"، التساؤلات حول كيفية تمكّن مليشيات "وحدات حماية الشعب" (YPG)، الذراع العسكري لـ"حزب الاتحاد الديمقراطي" (PYD)، من اختراق المجال الأمني لمنطقة "عفرين" السورية، على الرغم من الانتشار الواسع للمعارضة فيها بعد تحريرها ضمن عملية "غصن الزيتون".

وقالت الصحيفة إن "الجيش السوري الحر" المدعوم تركيًا يواصل متابعة وملاحقة الخلايا التابعة لـ(YPG) – الامتداد السوري لـ"حزب العمال الكردستاني" (PKK)، في عفرين وريفها، وذلك منذ السيطرة الكاملة على المدينة في آذار/مارس الماضي.

وكان "الجيش الوطني" الذي شكلته المعارضة شمال حلب، أعلن قبل أيام قليلة، عن حملة أمنية وصفت بـ"الأوسع" لمطاردة الخلايا النائمة التابعة للميليشيات شمال عفرين.

وتأتي هذه الحملات من المعارضة، بعد تسجيل أكثر من حادثة أمنية في عفرين خلال الفترة الأخيرة، وآخرها تفجير بسيارة مفخخة ضرب وسط مدينة عفرين، أودى بحياة عشرة مدنين.

الناطق الرسمي باسم "الجيش الوطني" المتمركز بعفرين المقدم محمد حمادين، عزا الاختراق الأمني إلى عوامل عدة، من أهمها العوامل الجغرافية المتمثلة بطبيعة المنطقة المعقدة ومساحاتها الشاسعة.

وأوضح أن المنطقة الجبلية تضم العديد من الكهوف والمغارات والغابات، وهي التي تتيح لعناصر المليشيات الكردية حرية الحركة بعيدا عن أنظار فصائل المعارضة.

وقال إنه لدى مداهمة بعض المغارات من قبل الجيش الوطني، عثر بداخلها على كميات كبيرة من المؤن الغذائية والأسلحة الخفيفة (بندقية آلية، فرد، قناصة)، كان يستخدمها عناصر لم يخرجوا من عفرين، وإنما كانوا مختبئين فيها.

وبحسب حمادين، فإن هذه الاستعدادات بدأتها الوحدات الكردية منذ مدة طويلة، بعد أن تيقنت بحتمية المعركة في عفرين.

وتابع، إلى جانب التعقيد الجغرافي، فإن مساحة منطقة عفرين الكبيرة تجعل من الصعوبة بمكان ضبطها أمنيا بهذه المدة التي تعتبر قصيرة نوعا ما، أي منذ آذار/مارس الماضي، مبينا أن عدد القرى التابعة لعفرين يناهز الـ360 قرية.

وفي السياق ذاته، نقلت الصحيفة عن "مصدر كردي موجود داخل عفرين"، إلى سهولة اختراق المنطقة من قبل عناصر الوحدات جنوبها.

وأوضح المصدر، الذي فضل عدم الكشف عن اسمه، أن باستطاعة عناصر الوحدات التسلل ليلا إلى المدينة بسهولة تامة، من بين كروم الزيتون والطرق الفرعية.

وبيّن أن الحواجز التابعة للجيش الحر تنتشر على الطرق والمداخل الرئيسية فقط، بعكس الطرق الترابية التي تخلو من أي وجود أمني.

المقدم محمد حمادين تحدث عن عامل آخر، وهو عدم توفر قاعدة بيانات لأسماء كل المنتسبين للمليشيات الكردية، مشيرا في هذا الخصوص إلى السرية العالية التي تتعامل بها المليشيات مع أسماء أفرادها، كما التنظيمات المتطرفة الأخرى.

وقال حمادين: "من المحتمل أن عناصر المليشيات تغلغلوا في صفوف المدنيين الذين يعودون تباعا، وما ساعدهم على ذلك عدم وجود أسمائهم ضمن اللوائح الموزعة على حواجز الجيش الحر المنتشرة على كل الطرق".

ومؤخرا، بالتعاون مع المجالس المحلية، بدأت السلطات التركية بإصدار بطاقات شخصية جديدة للموجودين في عفرين، في خطوة تهدف كما يبدو إلى زيادة التدابير الأمنية، وقطعا للطريق على عناصر المليشيات الكردية من الدخول إلى عفرين.

وكان "الجيش الوطني" أعلن في أكثر من مرة عن إلقاء القبض على أفراد خلايا تابعة للوحدات الكردية.

وفي آذار/مارس الماضي، أعلنت القوات التركية إلى جانب الجيش السوري الحر، عن سيطرتها على عفرين بالكامل، بعد هزيمة "الوحدات الكردية"، عقب 64 يوما على انطلاق عملية "غصن الزيتون".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!