ترك برس

قالت صحيفة ديلي تايمز الباكستانية إن تركيا الحالية رغم هويتها العلمانية، قدمت للعالم الإسلامي دروسا عظيمة في التقدم الديمقراطي والتطور، لافتة إلى أن تركيا لم تعد قائدة للعالم الإسلامي فحسب، بل اعترف بها الجميع في الساحة الدولية لاعبا إقليميا مهما.

وأضافت الصحيفة أن البلدان الإسلامية تتخلف بشدة عن نظيراتها الإقليمية والعالمية، في مجالات مثل التعليم، والتنمية الاجتماعية، والتقدم التكنولوجي، والتمكين الاقتصادي، نتيجة لأنها ألفت الحكم الديكتاتوري، أو بسبب ضعفها وديمقراطياتها الفاسدة.

وأردفت أن تركيا في المقابل حققت تقدما ملحوظا في جميع الأبعاد المذكورة من خلال تعزيز الهيكل الديمقراطي السياسي الداخلي، واللجوء إلى التعاون الدبلوماسي والعسكري الفعال في الإقناع بمصالحها على المستويين الإقليمي والدولي.

ورأت الصحيفة أنه على الرغم من مخاوف أوروبا في السنوات الأخيرة من طهور النزعة الإسلامية في سياسة تركيا وتهديدها للعلمانية، فإن تركيا لم تتنازل عن الإرادة الوطنية، والالتزام بالديمقراطية وانتشار القيم الديمقراطية كطريق لتقدم البلاد.

وتابعت أن "الحاجة إلى الديمقراطية في تركيا تجاوزت الحاجة إلى الهوية العلمانية التي تتجلى في كثير من المحاولات الفاشلة في الماضي القريب من قبل الجيش للإطاحة بالحكومات المنتخبة ديمقراطياً في أعقاب الأخطار التي تتهدد الفكر العلماني، فأخفقت محاولات الانقلاب بعد خروج الناس للشوارع للاحتجاج على الجيش، وتأييد الديمقراطية. والإجماع السياسي بين الحكومة والمعارضة، على دعم الديمقراطية".

وأشارت إلى أن فشل الانقلابات العسكرية، لا سيما الانقلاب الأكثر دموية في عام 2016، هو علامة على قوة الديمقراطية التركية، ونجاحها كدولة ديمقراطية في تمكين المواطنين العاديين من تحدي القوة العسكرية وقلب الكفة لصالح الديمقراطية.

ونوهت إلى أن إعادة انتخاب رجب طيب أردوغان رئيسا، عززت جوهر الديمقراطية، وأضافت لذلك قوة إلى الهيكل السياسي الداخلي التركي.

وأكدت الصحيفة أن الديمقراطية التركية سمحت لها بأن يكون صوتها مسموعا في الساحتين الإقليمية والعالمية. ومن بين جميع الدول الإسلامية، تقف تركيا بمفردها في رفض حملة العدوان الإسرائيلي الأخيرة على الفلسطينيين الأبرياء. كما أخذت تركيا العلمانية زمام المبادرة في دعوة منظمة التعاون الإسلامي للقيام بدورها.

كما ركزت تركيا على تحسين العلاقات الثنائية مع الدول الإسلامية وغيرها. وعلى الرغم من تهديد الولايات المتحدة، أصرت أنقرة على المضي قدما في صفقة شراء منظومة الدفاع الصاروخي S-400 من روسيا، ومع انتخاب أردوغان خفت حدة النقد الأمريكي بفضل قوة الديمقراطية التركية.

وخلصت الصحيفة إلى أن تركيا رغم هويتها العلمانية، تتقدم إلى الأمام بسبب مسيرتها الديمقراطية، وبدات تبرز بوصفها قوة إسلامية، وفي طريقها إلى أن تضطلع بالدور القيادي في العالم الإسلامي، داعية الدول الإسلامية الأخرى التي  تسعى إلى التغيير إلى أن تحذو حذو تركيا الحالية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!