محمد بارلاص – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

تنظيم غولن هو أكبر مستفيد من قضية القس الإنجيلي برانسون، الذي أوصل العلاقات التركية الأمريكية إلى حافة هاوية. ولن يكون مدهشًا أن نسمع بعد مدة أن بعض عناصر التنظيم اعتنقوا المذهب الإنجيلي. 

يعمل عناصر تنظيم "غولن" على استغلال أي حدث ضد تركيا، ونعلم أنهم ساهموا في قضية بنك خلق ورجل الأعمال من أصل إيراني رضا زراب، وساعدوا على صدور القرار في القضية عن طريق النائب العام فيها. 

تنظيم غولن يقدم دعمه لإسرائيل

هناك طريق آخر بالنسبة لعناصر التنظيم من أجل المساهمة في أزمة القس برانسون، وهو تقديم الدعم حتى تكون القدس عاصمة لإسرائيل. 

فالإنجيليون الأمريكيون يعتقدون أن عيسى عليه السلام سيعود، ويؤمنون بكهانات مفادها أنهم سيسيطرون على العالم مع اليهود.

إقامة تنظيم غولن علاقات على أعلى المستويات مع إسرائيل يتوافق مع إعلان الإنجيليين الحرب على تركيا حاليًّا.

هناك جواسيس لهم أيضًا

نأتي إلى تصرفات إدارة ترامب، التي ضربت بمصطلحي القانون والدبلوماسية عرض الحائط.. 

تدخل حالة القس برانسون المتهم بارتكاب جرائم وتجسس في تركيا في إطار نصوص القانون الدولي. والقس من هذه الناحية يُعتبر جاسوسًا وليس أسير حرب. 

نظمت معاهدات "صلح  وستفاليا" (1648) و"مؤتمر بروكسل" (1874)، واتفاقية لاهاي (1907)، واتفاقيتا جنيف (1929 و1949) وضع أسرى الحرب. ومن لم تدرجهم الاتفاقيات المذكورة في تعريف أسير الحرب أطلقت عليهم "إرهابيين" و"مخربين" و"جواسيس".

دعم أمريكي لتنظيم غولن

نأتي إلى بيت القصيد.. يجب علينا القيام بما يقع على عاتقنا دون أي تأخير في مواجهة التصرفات الطائشة للولايات المتحدة. وفي ظل هذه الحقيقة علينا أن نعلم أن واشنطن لن تسلم زعيم التنظيم فتح الله غولن إلى تركيا، وأنها ستقدم الدعم للتنظيم في محاولاته الرامية لاستهداف تركيا. 

عند النظر من هذه الناحية، يتضح أن احتمال تسليم القس برانسون إلى الولايات المتحدة غير وارد. 

أزمة جديدة

وفي الأثناء، ينبعي ألا يفوتنا أن الأيام القادمة ستشهد أزمة جديدة في العلاقات التركية الأمريكية بسبب العقوبات المفروضة على إيران. 

وهذا يعني أن العلاقات المتعددة ينبغي أن تكتسب زخمًا في سياستنا الخارجية، وأن ينخفض الارتباط بالولايات المتحدة إلى أدنى حد. كما يجب التفكير بخفض الوجود العسكري الأمريكي في تركيا إلى أقل مستوى. 

عن الكاتب

محمد بارلاص

كاتب وصحفي تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس