ترك برس

نسبت صحيفة "الوطن" الموالية للنظام السوري تصريحات لسفير الصين لدى سوريا تشين تشيانجين، والملحق العسكري وانغ روي جين، تتعلق باستعداد الجيش الصيني للمشاركة مع قوات النظام في عملية عسكرية مرتقبة على محافظة إدلب، آخر معاقل المعارضة، والتي تضم نقاطًا عسكرية مراقبة تابعة للجيش التركي.

وفي أول رد رسمي صيني على ما أوردته صحيفة "الوطن" عن استعداد بكين للمشاركة في عملية ضد إدلب، أشارت السفارة الصينية في دمشق إلى أن هذه الأنباء عارية عن الصحة.

ونشرت "الوطن" الثلاثاء توضيحا، تضمن بيان السفارة بهذا الصدد، والذي عزا ظهور الخبر إلى "سوء ترجمة كلام السفير والملحق العسكري".

وأكد البيان أن الصين تقف مع الحل السلمي للأزمة السورية، وأنه لم ولن توجد لديها قوات عسكرية في سوريا يمكن أن تشارك الجيش السوري في أي عملية عسكرية.

وفي وقت سابق، نشر السياسي السوري المعارض هادي البحرة، تغريدة قال فيه إن هيئة التفاوض المعارضة حصلت على تأكيد من السفير الصيني لدى السعودية، بأن المعلومات المذكورة غير صحيحة، وأنهم طلبوا الاعتذار من الجريدة (الوطن).

الباحث في العلاقات الدولي علي حسين باكير، رأى أن التصريحات المذكورة مخالفة للتوجهات التقليدية الراسخة والمتّبعة في السياسة الخارجية الصينية، كما أنّ طريقة صياغتها وسياقها لا ينمّ حقيقةً عن أنّها صدرت عن مسؤولين صينيين بهذا الشكل الذي تمّ نقلها فيه.

وفي مقال بموقع "تلفزيون سوريا"، قال باكير: "صحيح أنّ الصين كانت قد استخدمت الفيتو عدّة مرات لعرقلة طموح الشعب السوري خلال ثورته على نظام الأسد، لكنّ بكّين لا تشارك في عمليات عسكرية خارج حدودها لا بشكل مستقل ولا بشكل مشترك..

باستثناء مشاركة الصين بقوات حفظ السلام الدولي في إطار الأمم المتّحدة -حيث تعد الصين الدولة رقم واحد في العالم من حيث المشاركة بعدد قواتها، والثانية من حيث المساهمة الماليّة- لا يوجد عمليات عسكرية خارجية".

وبحسب الباحث، فإن "من المفارقات أن تقرير الصحيفة المحسوبة على نظام الأسد، كان قد نقل سطراً واحداً في غاية الأهمية في نهايته نسف فيه بشكل غير مباشر كل ما نقله في البداية.

يقول السطر المشار إليه "ونفي الملحق العسكري – الصيني- وجود مستشارين عسكريين أو قوات خاصة لبلاده حالياً في سوريا" وهذا التصريح يتناقض بالضرورة مع الحديث عن استعدادات للمشاركة في عملية عسكرية بطبيعة الحال.

ويعزّز من هذا الاستنتاج ما نقلته سبوتنيك الروسية عن مسؤول في خارجية نظام الأسد ومفاده أنّه ليس على دراية بأيّة خطط صينية للدخول عسكرياً في الحرب، مشيرا إلى أن "الحكومة السورية سترحّب بأي دعم" في هذا المجال.

من الواضح - وفق باكير - أنّ "الهدف من ليّ عنق التصريحات الصينية هو تحريض الحكومة على مساعدة النظام السوري بذريعة وجود "إرهابيين" صينيين في إدلب.

نظام الأسد يدرك تماماً السياسات العدائية للحكومة الصينية إزاء الأقلّية المسلمة في البلاد، ويريد توظيف ذلك لصالحه، لكن من المستبعد أن تنجرف بكّين في هذا الاتجاه حالياً، وإن فعلت فانّ قرارها سيترك تداعيات يتجاوز تأثير الساحة السورية بالتأكيد".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!