ترك برس

أكدت الأكاديمية والمحللة السياسية الأمريكية، إلميرا بايراسلي، أن الصراع الحالي بين واشنطن وأنقرة حول إطلاق سراح القس الأمريكي أندرو برونسون، يعكس تحولا أكبر في التوجه، وواقعا جيوسياسيا جديدا يحسب له حساب.

وقالت أستاذ العلوم السياسية في جامعة نيويورك، إن الخلاف المتصاعد بين البلدين من المرجح أن يكون بداية سلسلة من الصراعات التي لن تتمتع فيها الولايات المتحدة إلا بقدر ضئيل من النفوذ أو القوة التفاوضية مع تركيا.

وأوضحت بايراسلي في مقال نشرته  مجلة "ذا نيو رببليك The New Republic"  أنه على الرغم من أن العقوبات الأمريكية تسببت في تراجع الليرة التركية، فإن تركيا ليست عرضة للتهديدات والعقوبات الأمريكية كما كانت من قبل، حيث إن حجم التجارة بين البلدين لا يتجاوز 9 مليارات دولار مقارنة بـ84.7 مليار دولار للتجارة بين تركيا والاتحاد الأوروبي، كما أن تدفقات الاستثمار الأجنبي المباشر إلى تركيا تأتي أساسا من الشركات الأوروبية ومن دول الخليج.

وأضافت أنه مع تحول ترامب عن أوروبا، استغلت تركيا الفرصة لتجديد علاقاتها مع جيرانها، وهي تتفق مع الاتحاد الأوروبي على رفض العقوبات الأمريكية على إيران، حيث يمثل النفط الإيراني نحو نصف الواردات التركية في النصف الأول من عام 2018.

واستبعدت بايراسلي أن تتوصل الولايات المتحدة وتركيا لحل للخلافات بينهما في أي وقت قريب، لكنها لفتت إلى أنه في ضوء موقع تركيا الجغرافي الاستراتيجي، وكونها في الفناء الخلفي لروسيا، وعلى الحدود مع العراق وإيران وسوريا، فإن للولايات المتحدة مصلحة كبرى في الحفاظ على العلاقة معها.

وخلصت إلى أن الأمل في هذه المرحلة هو أن يتجنب الرئيسان التركي والأمريكي أعمالا يصعب التراجع عنها من دون أن تجرح غرور أي من الزعيمين.

وأردفت أنه على الرغم من التحولات التي شهدتها العلاقات في العقود الأخيرة، فما تزال الولايات المتحدة وتركيا بحاجة لبعضهما، لأن المكاسب السياسية الداخلية المؤقتة لا تفوق ذلك.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!