كورتولوش تاييز – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

مما لا شك فيه أن أكثر عبارة ملفتة في مقالة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، المنشورة في صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، هي: "تركيا حددت مهلة زمنية، وإن لم تستمع الولايات المتحدة لها، فإنها سوف تحل مشاكلها بنفسها".

إذا لم تغير واشنطن "من هذا التوجه أحادي الطرف والمسيء" فإن الشراكة الاستراتيجية الممتدة 60 عامًا بين البلدين سوف تنتهي. 

بطبيعة الحال، منذ مدة طويلة وأنقرة تتحدث عن عدم إمكانية استمرار مثل هذه "الشراكة الاستراتيجية"، وتوجه الانتقادات علنًا للولايات المتحدة منذ المحاولة الانقلابية في 15 يوليو 2016

كانت آلاف الشاحنات المحملة بالأسلحة الأمريكية والمرسلة إلى "بي  كي كي"، القشة التي قصمت ظهر البعير بالنسبة لأنقرة. 

رغم الانتقادات والاتهامات تفادت أنقرة اتخاذ قرارات جذرية بقطع العلاقات. حتى فرض قيود على منح التاشيرة للأتراك، وإصدار قرار بتوقيف حرس أردوغان، وإدانة نائب المدير العام لبنك خلق الحكومي التركي لانتهاك اتفاقية لسنا طرفًا فيها، لم تحل دون جهود أنقرة لتحسين العلاقات. 

غير أن تهديدات واشنطن في أزمة القس برانسون، وتصريح ترامب بإعلان حرب اقتصادية على تركيا دفع أنقرة لإعادة النظر في موقفها. 

لا تقبل أي دولة وأي شعب على سطح الأرض تهديدات قوة أجنبية بهذا الشكل، ثم تواصل طريقها وكأن شيئًا لم يحدث. 

تعاملت أنقرة مع المشاكل بنضج على الرغم من أنها تشكل خطرًا كبيرًا، لكن السيل بلغ الزبى مع لغة الإملاء والتهديد الأمريكية الأخيرة. 

الكرة في ملعب الولايات المتحدة الآن، من غير الممكن أن تستمر "الشراكة الاستراتيجية" مع بلد لا يعبأ بالأمن القومي لتركيا، ويتبع سياسة تهدد وجودها. 

ومالم تغير الولايات المتحدة من موقفها فإن تركيا ستنهي شراكتها الاستراتيجية معها، وتقيم علاقات تحالف استراتيجي مع دول أخرى.

في مقالته بنيويورك تايمز قال أردوغان "لن نتخلى أبدًا عن أهدافنا الاقتصادية، وسياساتنا بخصوص سوريا والعراق"، وهذه الكلمات تشرح بوضوح خلفية تهديدات الولايات المتحدة.

السبب الحقيقي وراء التهديدات الأمريكية لتركيا هو القرار الوطني الذي اتخذته أنقرة على طريق النمو الاقتصادي والتنمية، وعدم سماحها بفرض الإملاءات الأمريكية حول تغيير الخريطة في سوريا والعراق. 

من الآن فصاعدًا، لا ينتظرن أحد أن تتخلى تركيا عن أهدافها الوطنية. الخضوع لإملاءات الولايات المتحدة سيؤدي إلى مشاكل لا يمكن تلافي عواقبها. 

عن الكاتب

كورتولوش تاييز

كاتب تركي


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس