ترك برس

نشر موقع "بيزنس إنسايدر" النسخة البريطانية، مقالا لرئيس التحرير، جيم إدواردز حذر فيه من أن انهيار الاقتصاد التركي، وما يتبعه من تحول تركيا نحو روسيا وإيران سيكون له نتائج كارثية على القارة الأوروبية، واصفا التحركات الأخيرة للرئيس التركي أردوغان بالتقارب مع روسيا بأنها مخيفة.

وكتب إدواردز أن الغرب يحتاج إلى أن تكون تركيا قوية، لأن تركيا هي الحاجز الذي يفصل بين أوروبا والحرب في سوريا، ويمنع وصول مقاتلي داعش إلى القارة.

وأضاف أن تركيا قد لا تكون مهمة اقتصاديًا، من حيث امكانية انتقال عدوى التراجع الاقتصادي إلى الاقتصاد العالمي، ولكن من المؤكد أنها مهمة استراتيجياً وعسكريًا، لأنها هي "الجسر بين الغرب الديمقراطي المسالم والدكتاتوريات المنكوبة بالحرب في الشرق، وهي الحاجز الذي يمنع انزلاق حروب الشرق الأوسط إلي اليونان".

وأوضح إدورادز مدى الأهمية الاستراتيجية لتركيا، فقال إن تركيا يحدها غربا اليونان وبلغاريا العضوين في الاتحاد الأوروبي. ويحيط بها في حدودها الأخرى ست دول هي جورجيا وإيران والعراق وسوريا وأرمينيا وناخشفان، خمسة منها غارقة في نزاعات مسلحة مستمرة أو حرب مباشرة.

وأضاف أن تركيا هي الحاجز الجغرافي الذي يمنع  تنظيم الدولة (داعش) الإرهابي من الدخول إلى اليونان، وتبقي الحرب السورية داخل سوريا، وتمنع الروس من العودة إلى بلغاريا، وتمنع العراقيين والإيرانيين والأكراد من تصعيد نزاعاتهم المتنوعة شمالاً إلى أوروبا.

وشدد على أن أوروبا في حاجة إلى أن تكون تركيا قوية ومستقرة، لافتا إلى أن التحركات الأخيرة التي قام بها الرئيس التركي تثير الذعر.

وأشار في هذا الصدد إلى ما قاله الرئيس التركي في مقاله الذي نشرته صحيفة نيويورك تايمز يوم السبت الماضي،"من أن على الولايات المتحدة أ  تتصالح مع حقيقة أن لدى تركيا بدائل، وأن عدم عكس هذا الاتجاه الأحادي وعدم الاحترام يتطلب منا البدء في البحث عن أصدقاء وحلفاء جدد".

وقال إنه من وجهة النظر الاستراتيجية أو العسكرية، يعتبر بحث أردوغان عن أصدقاء جدد مدعاة للقلق، لأن تركيا أصبح لديها على نحو مفاجئ الكثير من القواسم المشتركة مع إيران وسوريا وروسيا الذين تستهدفهم جميعا العقوبات الأمريكية.

وتساءل في ختام مقاله: هل نريد حقا أن تتحول تركيا نحو إيران أو سوريا أو روسيا؟ لأن هذه نتيجة محتملة واحدة، إذا لم يستطع الغرب إيجاد طريقة لإبقاء أردوغان في المجموعة. وما هي نهاية اللعبة إذا لم يعكس أردوغان مساره، أو إذا أبقت الولايات المتحدة على العقوبات أو زادت منها؟

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!