ترك برس

قالت صحيفة "لوس أنجلوس تايمز" الأمريكية إن دعوة الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لمقاطعة المنتجات الأمريكية، لاقت تضامنا كبيرا من الشعب التركي.

وكان أردوغان دعا الشعب التركي، يوم الثلاثاء الماضي، إلى مقاطعة البضائع والمنتجات الأمريكية، ومن ضمنها الإلكترونية؛ بعد فرض الولايت المتحدة عقوبات على تركيا، تسببت في هبوط كبير لليرة التركية.

وذكرت الصحيفة أن شبكات التواصل الاجتماعي في تركيا شاركت على نطاق واسع مقطعي فيديو، يظهر في أحدهما شخص تركي يحطّم هواتف الأيفون بمطرقة، ويقول: "هذا من أجل رئيسنا". ويظهر في مقطع آخر مجموعة من المواطنين الأتراك وهم يتمخطون ويحرقون العملة الأمريكية تعبيرا عن سخطهم تجاه الولايات المتحدة وتضامنهم مع حكومتهم.

وأضافت أن حملات واسعة على منصات التواصل الاجتماعي عرضت بدائل محلية للمنتجات الأمريكية، مثلا منتجات شركة "توركو" بدلا من "نستلة"، والكباب التركي الشهير "إسكندر كباب" بدلا من "مكدونالدز"، ومشروبات "أولداغ" المحلية بدلا من "كوكاكولا".  

ولفتت إلى أن الخطوط الجوية التركية التي تملك الحكومة 49٪ منها، أعلنت هذا الأسبوع أنها ستوقف إعلاناتها على "غوغل" والمنصات الإعلانية الأخرى في الولايات المتحدة. كما أعلنت وزارة البيئة والتحضر التي تشرف على مشاريع التنمية الحكومية، أنها ستحظر استخدام مواد البناء من الولايات المتحدة.

وفي مركز "دوغو بانك" للتسوق في إسطنبول الذي يضم أكبر متاجر الهواتف المحمولة في البلاد، أعلن تجار التجزئة أنهم سيستجيبون لدعوة أردوغان للمقاطعة وإلغاء طلبات هواتف "آيفون" خلال الشهر المقبل. وقالوا إن تلك الطلبات تقدر بـ50 مليون دولار.

وقال إيمري إرغول، أحد تجار التجزئة في المركز: "إن المقاطعة كانت تنفيسا عن الضيق لأن انخفاض الليرة التي فقدت ما يقرب من نصف قيمتها، يجعل من الصعب عليه كسب المال من مبيعات آيفون".

وأضاف إرغول، إنه باع قبل الأزمة ما يصل إلى 500 جهاز آيفون شهريا، وهو مبلغ ضئيل بالنسبة لشركة تبلغ قيمتها تريليون دولار مثل آبل.

وتابع قائلا: "ولكن يتعين علينا أن نفعل ما بوسعنا. تحتاج الولايات المتحدة وتركيا إلى فهم أن هذه الأزمة تضر بالناس العاديين مثلي، وعلى الولايات المتحدة على نحو خاص أن تفهم أنها لا تستطيع التعامل مع بلدي بهذه الطريقة، وأن الأزمة ستؤذيهم في النهاية أيضًا".

وقال نور الله غور، أستاذ الاقتصاد في جامعة إسطنبول ميديبول للصحيفة، إن الاستياء من ترامب في تركيا يرجع إلى الاعتقاد بأنه فرض التعرفة الجمركية لأسباب سياسية وليست اقتصادية.

وأضاف أن تركيا والولايات المتحدة متشابكتان اقتصاديا على نحو أكثر مما يدركه قادة البلدين.

وأوضح الاقتصادي التركي أن مقاتلة  F-35 أوضح مثال على ذلك. وفي هذا الأسبوع صادق الرئيس ترامب على مشروع ميزانية الدفاع لعام 2019 الذي يمنع نقل الطائرات المقاتلة من طراز F-35 إلى تركيا حتى يصدر البنتاغون تقريرا حول علاقة تركيا مع الولايات المتحدة داخل حلف الناتو.

ولم ينتبه ترامب إلى حقيقة أن ائتلاف الشركات العالمية التي تبني الـ F-35 يضم شركات تركية رئيسية، ومن بينها شركة إيساش (Ayesaş) التي تزود الطائرة بواجهات التحكم عن بعد للصواريخ ونظام التصوير البانورامي لقمرة القيادة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!