ترك برس

تناول تحليل للكاتب غيفورغ ميرزايان، في صحيفة "إكسبرت أونلاين" الروسية، الظرف غير المسبوق الذي تعيشه تركيا واضطرَارها إلى القيام بنقلة استراتيجية في رهاناتها، على خلفية التهديدات الأميركية ضدها.

وقال الكاتب إن واشنطن تحتاج إلى تركيا ذات الموقع الجغرافي المميز، مطيعة، من أجل استعراض القوة الأميركية في الشرق الأوسط من خلالها وزعزعة استقرار كل من الاتحاد الأوروبي والمناطق الجنوبية من روسيا، عندما يريد الأميركيون ذلك.

وأضاف: "لكن أردوغان رفض الرقص على المزمار الأميركي، مفضلاً التصرف في مصلحته. ففي مكان ما توافق مع واشنطن، وتناقض معها في مكان آخر"، وفق وكالة "RT".

واعتبر أن "تركيا الكمالية، كما إسرائيل، أو المملكة العربية السعودية تطورت في فلك السياسة الاقتصادية الغربية. حتى الآن، لم تشهد هذه العلاقات التقليدية سوى توتر بسيط".

ورأى أنه من السابق لأوانه الحديث عن التصرف مع البلد العضو في الناتو، والذي لا يزال يسعى جاهدا للانضمام رسميا إلى الاتحاد الأوروبي، على غرار التصرف مع إيران.

في السياق، قال مسؤول سابق بوزارة الخارجية ومجلس الأمن القومي الأميركيين متخصص بالشؤون التركية والسياسات الأميركية تجاه تركيا إن واشنطن لا تستطيع التخلي عن أنقرة وستخسر كثيرا بذلك، وفق موقع "الجزيرة نت".

ووصف ماثيو بريزا – في مقال له بصحيفة واشنطن بوست – مضاعفة الرئيس دونالد ترامب الرسوم الجمركية على الصلب والألمونيوم التركيين بأنها تصعيد خطير وعمل عدائي ضد دولة حليفة، وأنه تم توقيت العقوبات لإحداث أعلى مستوى من الضرر على تركيا.

ويبدو أن البيت الأبيض – وفق ما يقول بريزا – قد قرر التخلي عن تركيا كحليف، الأمر الذي سيضعف حلف الناتو ويفقد الولايات المتحدة نفوذها بالشرق الأوسط ويهدد التحالف الذي لا تزال حربه ضد تنظيم الدولة بعيدة عن الحسم، خاصة وأن التقارير الواردة مؤخرا تشير إلى أن هذا التنظيم يحاول جادا العودة لميادين القتال.

وأوضح بريزا أن جوهر سياسة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين للمنطقة هو إبعاد بلاده وتمكين إيران، لذلك فإن التخلي الأميركي عن تركيا يحقق ما يريده بوتين بالضبط ويجعل من المستحيل على واشنطن الاستمرار في السعي لإيجاد حلول دبلوماسية في سوريا والعراق.

ومضى الكاتب يعدد الخسائر التي ستُمنى بها بلاده، قائلا إن أنقرة ربما تتقارب مع روسيا التي ظل هدفها الإستراتيجي منذ مدة طويلة دق إسفين بين تركيا وحلف الناتو خاصة مع واشنطن.

ولم ينس قاعدة إنجرليك بجنوب تركيا واصفا إياها بأنها أهم قاعدة عسكرية أميركية بالخارج، مضيفا أن عمله لمدة 23 عاما في الخدمة الخارجية الأميركية بالشرق الأوسط مكّنه من الوقوف على أهمية هذه القاعدة قائلا إنه لا يمكن التخلي عنها.

وأشار الكاتب إلى أن العقوبات الأميركية "الواسعة" تسببت في وقف المفاوضات ذات الحساسية حول القس أندرو برونسون والتي كانت على وشك التوصل لاتفاق، مشيرا إلى أنه يبدو أن ترامب قد فقد صبره وقرر التصعيد واللجوء إلى ما أسماه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الحرب الاقتصادية.

واختتم المقال بأن المصالح الأميركية يمكن تحقيقها بشكل أفضل بالتعاون مع أحد الحلفاء بالناتو المجاور لكل من سوريا والعراق وإيران، وليس إعاقة اقتصاده، مضيفا بأنه إذا انهار الاقتصاد التركي فإن المصالح الإستراتيجية الحيوية لبلاده ستجبرها حتما على مساعدة أنقرة لاستعادة عافية اقتصادها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!