ترك برس

في الوقت الذي تواصل فيه العلاقات بين الولايات المتحدة وتركيا تراجعها، مع تبادل الطرفين فرض تعريفات جمركية على سلع البلد الآخر، بعد رفض أنقرة إطلاق سراح القس الأمريكي المعتقل بتهمة دعم منظمات إرهابية، فإن الولايات المتحدة تستخدم تسليم مقاتلات إف 35 لتركيا كورقة مساومة لإجبار تركيا على التراجع عن شراء منظومة الدفاع الصاروخي الروسية إس 400.

وقع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مشروع قانون الإنفاق العسكري لعام 2019 الذي يحظر تسليم مقاتلة إف 35 لتركيا. وجاء التشريع بعد أسابيع فقط من تسلم تركيا لأول طائرة من هذا النوع. وفي المقابل ضغط وزير الدفاع الأمريكي، جيمس ماتيس، على الكونغرس للسماح بإبقاء تركيا في برنامج تصنيع المقاتلة.

وقد أوضح تحليل نشره معهد السياسة الاستراتيجية الأسترالي سبب قلق ماتيس، وتداعيات إزالة اسم تركيا من برنامج تصنيع الطائرة على أستراليا وعلى المشاركين الآخرين.

وقال التحليل الذي أعده ماركوس هيلير إن مشكلة القوى الصغيرة والمتوسطة هي أن الأنظمة العسكرية الحديثة معقدة للغاية بحيث تتجاوز قدرة اقتصاداتها على تصميمها وبنائها. ولذلك فإن الدول الصغيرة التي لديها صناعات دفاعية متطورة تشتري منصات معقدة من السوق العالمية، وتركز جهودها على أنظمة معينة عالية القيمة لا يمكن أن تحصل عليها من مصدر آخر.

وأضاف أن تركيا عضو في ائتلاف من تسعة بلدان في برنامج المقاتلة الضاربة المشتركة (Joint Strike Fighter) منذ البداية، وتخطط للحصول على 100 طائرة، ما يجعلها ثالث أكبر مشغل على مستوى العالم. وفي إطار عضويتها تشارك عشر شركات تركية في تطوير الطائرة وإنتاجها.

وأردف أن انهيارالعلاقات بين تركيا والولايات المتحدة يعرض عددًا من الدول المشاركة في البرنامج ومن بينها أستراليا لمخاطر ثلاثة:

أولا، إذا استبعدت تركيا من برنامج شراء المقاتلة، فستتوقف عن توفير المكونات وهذا هو السبب في معارضة وزير الدفاع ماتيس، الذي وجه رسالة إلى الكونغرس قال فيها إنه "يعارض إزالة اسم تركيا من برنامج شراء المقاتلات، لأن ذلك سيؤدي إلى حدوث خلل في سلسلة الإمداد على المستوى الدولي من شأنه أن يؤدي إلى ارتفاع تكاليف الإنتاج وتأخير تسليم المقاتلات".

ووفقا للمحلل الأسترالي، فإن القوة الجوية الملكية الأسترالية أمامها جدول زمني ضيق للاستعداد وتشغيل 33 مقاتلة إف 35 خلال السنوات الثلاث القادمة، لكن تأخير الإنتاج مدة عامين من شأنه أن يعرقل تلك الخطط.

ورأى هيلير أن الخطر الثاني يتمثل في أنه عُهد إلى تركيا بمسؤولية الصيانة العميقة لمحرك المقاتلة في أوروبا، على أن تستكمل الصيانة لاحقا في النرويج وهولندا. وإذا استبعدت تركيا من برنامج إنتاج الطائرة أو خرجت منه، فإن أعضاء الائتلاف الأوروبيين سيحتاجون إلى الخطة باء، ولن يكون لديهم وقت كاف لتطوير بديل لتركيا.

أما الخطر الثالث فيتمثل في أن حصول تركيا على مقاتلة إف 35 ، ومضيها في خططها لشراء منظومة الدفاع الجوي الروسية إس 400 ستكون له تداعيات خطيرة على أستراليا.

وأوضح أن إف 35 صممت لهزيمة أنظمة الدفاع الجوي الروسية المتطورة مثل أس 400، وستكون روسيا متحمسة لمعرفة نظام الإطلاق الكهرومغناطيسي للمقاتلة، ومن ثم فإن الفنيين الروس الذين سيساعدون الأتراك في تشغيل  أس 400 سيجمعون بيانات المقاتلة الأمريكية التي يمكن استخدامها لتطوير تكتيكات لإلحاق الهزيمة بها.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!