ترك برس

توقع مركز "Valdai Discussion Club" البحثي وثيق الصلة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أن لا تحدث تغييرات جذرية في العلاقات التركية الأمريكية في المرحلة المقبلة، وأن تُعقد صفقة بين البلدين تتخلى بموجبها تركيا عن صفقة الصواريخ الروسية إس 400 مقابل تسلمها مقاتلات إف 35.

ولكن المركز لفت في تحليل كتبه إيفجيني بوزينسكي، الجنرال السابق في الجيش الروسي، ونائب رئيس المجلس الروسي للشؤون الدولية، إلى أن التعاون الاقتصادي والتجاري بين روسيا وتركيا سييستمر ويزداد، رغم إلغاء صفقة الصورايخ.

وذكر بوزينسكي أن مسألة تزود تركيا بأسلحة روسية قضية حساسة للغاية بالنسبة إلى الولايات المتحدة. وقال: "قال لي أحد نواب وزير الدفاع الأمريكي الأسبق دونالد رامسفيلد: يمكنكم (روسيا) بيع البنادق والأسلحة الآلية والمركبات المدرعة وحتى الدبابات إلى دولة عضو في الناتو، ولكنكم لن تبيعوا الطائرات والسفن الحربية والدفاع الجوي أبداً. لأن هذا ليس تعاونًا عسكريًا تقنيًا، وليس تجارة، فهذه سياسة".

وعلق بوزينسكي على ذلك بأنه إذا نجحت روسيا في تزويد تركيا بمنظومة الدفاع الصاروخي  S-400، فسيكون ذلك اختراقا جوهريا للسياسة الأمريكية.

وأضاف أن الأمريكيين يبذلون كل ما في وسعهم لمنع حدوث هذا الاختراق، ويستندون إلى أن دمج الأنظمة الروسية في الدفاع الجوي لحلف الناتو أمر ممكن من الناحية التقنية، ولكنه صعب للغاية من الناحية التنظيمية، لأن من الضروري الجمع بين البرمجيات والسماح للأنظمة الروسية باختراق قلب نظام الدفاع الجوي الموحد التابع للناتو.

وأردف قائلا إنه لهذا السبب فإن منظومة S-400 من بين الأسباب التي جعلت الأمريكيين يوقفون تسليم مقاتلات F-35 إلى تركيا. ولا أستطيع أن أتخيل الوضع عندما تدخل تركيا في مواجهة مفتوحة مع الولايات المتحدة، وتطرح تساؤل حول عضويتها في الحلف.

ورجح بوزينسكي أن يعقد الأتراك صفقة مع الأمريكيين، حيث وقع الجانبان على عقود شراء مقاتلات إف 35 ودفع الأتراك بالفعل حصتهم. ومن ثم، فبمقدور الأمريكيين أن يؤجلوا تسليم المقاتلات لتركيا، ولكنهم سيسلمونها لها عاجلا أو آجلا.

أما بالنسبة للعلاقة بين تركيا وروسيا، فذكر المحلل الروسي أن التعاون الاقتصادي بين البلدين سيزداد، ولن يفرض الأتراك عقوبات على روسيا، مهما كانت قوة الضغوط التي سيمارسها عليهم الأمريكيون.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!