ترك برس

نشرت صحيفة "آر بي كا" الروسية، تحليلًا للكاتبة "أنجيليكا باسيسيني"، يتناول ما اتفق عليه وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، ونظيره التركي مولود جاويش أوغلو، مؤخرًا في موسكو، بخصوص الوضع المعقد في محافظة إدلب شمال غربي سوريا.

وتعيش محافظة إدلب والأرياف المتصلة بها مرحلة صعبة على وقع تهديدات قوات النظام السوري وروسيا وإيران بمهاجمة المنطقة، في معركة تبدو مصيرية بالنسبة إلى فصائل المعارضة التي ترى أن مصير الثورة السورية يتوقف على نتائجها.

وأشارت باسيسيني إلى أنه في الـ 24 من أغسطس/ آب، استضافت موسكو محادثات بين وزيري خارجية روسيا وتركيا، سيرغي لافروف ومولود جاويش أوغلو، اللذين أوليا محافظة إدلب اهتماما خاصا، وهي آخر منطقة خفض تصعيد لا تزال تحت سيطرة المعارضة السورية، وفق وكالة "RT".

وزعمت أن صعوبة تسوية الوضع "المتعدد الطبقات والمعقد" في إدلب، كما أشار لافروف بعد الاجتماع، تكمن في أن هناك بالإضافة إلى "المعارضة الصحية"، "عشرات آلاف" المقاتلين من "المنظمات الإرهابية التي تحاول السيطرة على كامل المحافظة وعرقلة جهود تركيا لفك الارتباط بين المقاتلين المعتدلين والإرهابيين".

بدوره رأى كبير المحاضرين في المدرسة العليا للاقتصاد، ليونيد إيساييف، أن هجوم جيش النظام السوري على إدلب مسألة وقت. "فحتى الآن، تمكنت روسيا من إقناع السوريين بعدم شن العملية العسكرية على إدلب، قبل منتصف سبتمبر/ أيلول".

ولكن تطور الوضع هناك، في رأي إيساييف، سيعتمد على نتائج القمة المقبلة لقادة إيران وروسيا وتركيا في سبتمبر/ أيلول. وهو التاريخ الذي تم تأكيده، كما يؤكد لافروف، والذي تم تحديده بالفعل، إنما لم يتم الإعلان عنه بعد.

ومع ذلك، يبدو إيساييف متأكدا من أن "تركيا لن تتمكن من فصل الإرهابيين عن المعارضين المعتدلين: فقد جرت مثل هذه المحاولات في مناطق أخرى من قبل، ولكنها لم تكن ناجحة".

لتركيا مصلحة في تجنب العمل العسكري في إدلب ليس فقط للحفاظ على نفوذها هناك. فهي تريد تفادي تدفق اللاجئين.

ما لا يقل عن 250 ألف سوري يمكن أن يفروا إلى تركيا، إذا بدأت دمشق هجومًا على إدلب، كما تقول صحيفة "حرييت" التركية، نقلا عن مصادر حكومية.

في المقابل، قال الرائد جميل الصالح، قائد جيش العزة التابع للمعارضة السورية المسلحة، في تصريح لشبكة الجزيرة القطرية، إنهم لن يكتفوا بالدفاع وإنما سينتقلون إلى وضعية الهجوم ليحرروا مناطق من قبضة النظام.

وأشار الصالح إلى وجود مفاجآت كبيرة بالنسبة لقوات النظام التي تتوقع أن تكون معركة إدلب سهلة، وإنما هي معركة أكبر مما تتخيل وسوف تكون هناك خسائر النظام على مستوى الساحة السورية كاملة.

https://www.youtube.com/watch?v=lede34J3pDo

وتقول المعارضة السورية في إدلب إنها ستضرب مناطق حيوية في الخطوط الخلفية للنظام من أجل إرباك قواته والتأثير على معنويات جنوده، وترى أنها قضت على فكرة المصالحة من خلال اعتقال المروجين لها الذين كانوا على تواصل مع النظام في مختلف مناطق إدلب.

أمّا النظام السوري، فيسعى من خلال معركة إدلب إلى إخماد آخر الأنفاس المعارضة لحكمه مدفوعا برغبته في الوصول إلى الحدود التركية للسيطرة على معبر باب الهوى الإستراتيجي بعد فتح الطرق الدولية التي تمر من إدلب وتصل دمشق بحلب، وفق الجزيرة.

وللجار التركي الذي وضع نقاط مراقبة عسكرية داخل إدلب، حسابات قد تتعارض مع أهداف النظام، كما أن للحرب تداعيات ستطال السكان في المنطقة، الذين بات عددهم يقدر بأربعة ملايين شخص.

وفي المدن الواقعة على خطوط التماس مع قوات النظام تقول فصائل المعارضة إنها لا تملك ما تخسره بعد سبع سنوات من القصف الذي دمر كل شيء، وتؤكد على استعدادها لخوض معركة شاملة من خلال فتح كل الجبهات في حال أقدم النظام على الهجوم.

في السياق، أشار تقرير في وكالة الأناضول التركية إلى أن فصائل المعارضة السورية تواصل تحضيراتها للتصدي لأي هجوم محتمل من قوات النظام وحلفائه على إدلب، وذلك عبر حفر الأنفاق ورفع السواتر الترابية، وإنشاء خطوط دفاعية جديدة، وإرسال تعزيزات عسكرية.

ومنتصف سبتمبر/ أيلول 2017، توصلت الدول الضامنة لمسار أستانة، وهي تركيا وروسيا وإيران، إلى اتفاق لإنشاء "منطقة خفض تصعيد" في إدلب، استنادًا إلى اتفاق موقع في مايو/أيار 2017.

وفي إطار هذا الاتفاق تم إدراج إدلب ومحيطها ضمن مناطق خفض التصعيد، إلى جانب أجزاء من محافظات حلب (شمال) وحماة (وسط) واللاذقية (غرب).

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!