هاشمت بابا أوغلو – صحيفة صباح – ترجمة وتحرير ترك برس

كتبت من قبل في هذا العمود.

وها أنا أعيد الكرة..

كل ما يحدث في الخارج يكون له رد فعل في الداخل (هنا في تركيا).

وبطبيعة الحال، يكون للأحداث في الداخل انعكاسات في الخارج.

في هذا السياق، أول ما سأقوله هو التالي:

مع تزعزع جميع التوازنات في العالم (التوازنات السياسية/ المالية القائمة منذ نهاية الأربعينات)، هل كان من الممكن أن يستمر صفاء الأجواء في بلادنا؟

نعيش الآن فترة تتحرك فيها الأرض ويجري فيها اختبار أمور جديدة.

لهذا نصاب بالذهول على نحو مستمر، لكن هناك الكثير مما سنراه مستقبلًا!

كما تعلمون، أنا أولي أهمية كبيرة للقضايا التي تبدو تفاصيل صغيرة، ومن هنا سأضرب لكم مثلين..

يجب ألا نستخف بالتفاصيل..

في معظم الأحيان تنزلق أقدامنا بسبب قشرة موز صغيرة، أو تعلق بحجر صغير يسقطنا أرضًا.

***

على سبيل المثال، بدأت تتشكل رويدًا رويدًا فئة من المثقفين اليساريين تعتبر أن إسرائيل بريئة ومسالمة.

أحد الأصدقاء روى لي حادثة لم أدهش لها. في محاضرة ألقاها، وجه أحد شعرائنا، وهو يهودي، انتقادات شديدة إلى إسرائيل، وعندها نهض بعض اليساريين، وصاحوا به قائلين: "يا لك من يهودي! متى ستدرك أن إسرائيل تتعرض لهجوم رجعي؟".

صديق آخر حضر ملتقى ثقافيًّا، وأُصيب بالدهشة عندما قال له أحدهم هناك إن "إسرائيل تعاني كثيرًا من الإرهاب".

هذا هو تزعزع التوازنات وانهيار المبادئ!

اختارت القوى الخارجية "مثقفين يساريين عالميين" من أجل هذه الدعاية، والاختيار يتحدث عن نفسه.

***

أما المثال الثاني، فهو الخطر المتنامي تدريجيًّا، والذي حذرت منه مرارًا منذ أشهر. 

هناك من يعملون على تصوير المهاجرين السوريين على أنهم "مشكلة أمن قومي" في نظر مواطنينا العاديين. ويستخدمون في ذلك وسائل التواصل الاجتماعي والأحاديث المتنقلة في الشارع والشائعات. 

وبذلك تسقط شريحة واسعة من ذوي القلوب الحافلة بمشاعر الرأفة والرحمة، في شبكة الدعاية السوداء. 

بعض نواب الحزب الجيد لهم مواقف معروفة في هذا الخصوص، وبحسب ما فهمت فإن فكرة إتباع سياسات فيكتور أوربان (رئيس الحكومة المجرية المناهض للمهاجرين) سائدة بينهم. 

هذه هي الرسائل الموجهة إلى الخارج، وعلى أنقرة ألا تستخف بها على الإطلاق. ففي عهود الأزمات الاقتصادية تكون ردود الأفعال تجاه الشرائح التي تعيش على هامش المجتمع (الأجانب، المهاجرون، الغرباء)، مدمرة. 

فحذار، ثم حذار!

عن الكاتب

هاشمت بابا أوغلو

كاتب في صحيفة صباح


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس