ترك برس

في وقت يتصاعد فيه التوتر بين الولايات المتحدة وتركيا على خلفية عدد من القضايا، أبرزها احتجاز القس الأمريكي، أندرو برونسون، في تركيا بتهمة التعاون مع منظمات إرهابية، يزداد التقارب بين أنقرة ودول الاتحاد الأوروبي على نحو مطرد، بحيث يبدو أن مرحلة المواجهة بينهما قد ولت.

في نهاية الشهر الماضي أعادت هولندا العلاقات الدبلوماسية الكاملة مع تركيا. ومن المقرر يتوجه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان إلى ألمانيا في زيارة رسمية أواخر أيلول/ سبتمبر الجاري، وهي الأولى من نوعها خلال أربع سنوات. كما يضيف الزعيم التركي أيضا قمة تجمع زعماء فرنسا وألمانيا وروسيا، في غياب الولايات المتحدة، لمناقشة القضية السورية.

وجدت بروكسل وأنقرة في الآونة الأخيرة نفسيهما على وفاق في مواجهة السياسات الحمائية للرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأمر الذي يشير إلى موقف مشترك في مواجهة شريك تجاري متهور.

كما وجدت تركيا والاتحاد الأوروبي أرضية مشتركة بينهما في معارضة الانسحاب الأحادي للولايات المتحدة من الاتفاقية الدولية لعام 2015 بشأن البرنامج النووي الإيراني، كما يعارض الجانبان فرض عقوبات على إيران، حيث تواجه الشركات التركية، مثل نظيراتها الأوروبية، عقوبات أمريكية للتجارة مع إيران.

ويرى محللون أن العوامل الاقتصادية قوة دافعة حيوية وراء التقارب بين تركيا وأوروبا، إلى جانب موقفيهما من قرارات ترامب، لكنهم يشيرون إلى أن الأمل في عودة تركيا إلى مسار العضوية الكاملة في الكتلة الأوروبية ما يزال في غير محله، ويجب إعطاء الأولوية لنهج واقعي.

ويقول بهادير كالغيسي، الخبير في شؤون الاتحاد الأوروبي في جمعية الصناعة والأعمال التركية: "حتى يتم التوصل إلى أرضية مشتركة حول عضوية تركيا الكاملة في الاتحاد الأوروبي، يجب أن يكون التركيزعلى مجالات، مثل التجارة والسياسة الخارجية والأمنية المشتركة والتعاون في مجال الطاقة".

واقترح الخبير التركي في حديث لوكالة شينخوا الصينية، تطوير اتفاقية الاتحاد الجمركي بين تركيا والاتحاد الأوروبي الموقعة في عام 1995، قائلا إن تطوير الاتفاقية فرصة جيدة لاحياء العلاقات الثنائية.

ويلفت تقرير للوكالة الصينية إلى أن الشارع التركي يشهد أيضا دعوات إلى علاقات أفضل مع أوروبا، وخاصة في مجال التجارة، حتى في الوقت الذي تتراجع فيه الليرة التركية التي فقدت أكثر من 40٪ من قيمتها مقابل الدولار الأمريكي. منذ بداية هذا العام.

بالنسبة إلى الاتحاد الأوروبي، ستكون المشاكل الاقتصادية في تركيا غير مرغوب فيها، حيث تعتمد الكتلة على تركيا إلى حد كبير لدرء توافد اللاجئين السوريين إلى دول الاتحاد.

ويقول محيي الدين أتامان استاذ العلاقات الدولية في جامعة يلديريم بايزيد في أنقرة: "على الرغم من المشاكل الكثيرة بين تركيا والاتحاد الاوروبي، فانهما مترابطان بشدة ويتقاسمان كثيرا من الروابط التاريخية والاقتصادية والسياسية."

وأشار أتامان ألى أنه فى ظل هذه الظروف الجديدة، ستعيد تركيا والاتحاد الأوروبي تحديد علاقاتهما الثنائية وفقا لنهج واقعي وتنمية شراكة استراتيجية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!