ترك برس

أشار تقرير لوكالة "رويترز" إلى أن المعارضة السورية في محافظة إدلب (شمال غرب) تعلق آمالها على حليفتها تركيا في التدخل لدى روسيا ومنع هجوم شامل من قوات النظام قد يوجه ضربة أخيرة لانتفاضتها المستمرة منذ سبع سنوات.

وأوضح التقرير أن نظام الأسد حشد جيشه وقوات حليفة على الخطوط الأمامية في الشمال الغربي وانضمت طائرات روسية يوم الثلاثاء إلى قصفه للمعارضة هناك، في تمهيد لهجوم محتمل.

ويبدو أن مصير معقل المسلحين في محافظة إدلب وحولها الآن أصبح معلقا على نتائج اجتماع قمة يعقد في طهران يوم الجمعة بين رئيسي روسيا وإيران، حليفتي الأسد، ورئيس تركيا الحليفة للمعارضة.

وقال مصطفى سيجري، وهو قائد في الجيش السوري الحر يستعد للهجوم، "نحن مدركين حجم الانتقام والمجازر التى رح (سوف) تصير بحقنا إن تمكن النظام والشبيحة من رقابنا. سيذبحونا... لذلك المعركة القادمة هي أن نكون أو لا نكون".

وخلال السنوات القليلة الماضية استعاد الأسد بدعم من القوة الجوية الروسية معاقل للمعارضة الواحد تلو الآخر. وإدلب ومحيطها هما الآن المنطقة المهمة الوحيدة التي لا تزال بها معارضة مسلحة نشطة لدمشق.

ويسيطر معارضون مدعومون من تركيا أيضا على منطقة متاخمة في سوريا على الحدود بين البلدين حيث ساعدتهم أنقرة على تشكيل إدارة محلية. لكنهم لم يقاتلوا الأسد من هناك.

وبعد أن أصبحت إدلب آخر معقل نشط للمعارضة، يقول المسلحون هناك إنهم لا يملكون خيارا سوى القتال لآخر رمق. وانتهت معارك سابقة بموافقة المسلحين المهزومين على اتفاقات للاستسلام تضمنت نقلهم بحافلات إلى إدلب.

وقال محمد رشيد، وهو مسؤول آخر بالمعارضة "لا يوجد إدلب ثانية ننطلق إياها.. إما نموت في المنطقة أو راح نقاوم حتى ننتصر ونبقى".

وينتمي كل من سيجري ورشيد لفصائل حاربت تحت لواء الجيش السوري الحر، وهي جماعات على خلاف منذ وقت طويل مع الفصائل المتشددة التي تهيمن في مناطق كبيرة في إدلب.

وتقول روسيا إنه لا يوجد خيار في شمال غرب سوريا سوى القضاء على جبهة النصرة ووصفت المنطقة بأنها "وكر للإرهابيين" و"خراج متقيح" ينبغي تطهيره.

وتصنف تركيا، إلى جانب الأمم المتحدة، أيضا هيئة تحرير الشام جماعة إرهابية، لكنها تقول إن أي إجراء يجب أن يميز بينها وبين المدنيين. كما تقول إن شن هجوم سيسبب مذبحة.

واتفقت تركيا مع روسيا وإيران العام الماضي على جعل إدلب "منطقة خفض تصعيد" وأرسلت وحدات من الجيش إلى هناك لإقامة سلسلة نقاط مراقبة على امتداد الخطوط الأمامية بين مقاتلي المعارضة والنظام السوري.

وهذه الوحدات الآن بمثابة الفتيل في أي هجوم كبير تشنه قوات النظام السوري والذي قد يطلق شرارة تصعيد أوسع نطاقا مع تركيا إذا لم يتم التوصل لاتفاق سياسي.

ويقول معارضون، أطلعتهم تركيا على نتائج المحادثات بينها وبين روسيا بشأن إدلب، إنها قدمت لهم تأكيدات على أنها تعمل على اتفاق لتجنب الضربات الجوية المكثفة التي أصابت الحياة اليومية بالشلل في معاقل أخرى أُجبرت فيها المعارضة على الاستسلام.

ويأملون أن تحافظ أنقرة على قطاع من الأراضي على امتداد الحدود يمتد من عفرين إلى جرابلس حيث أقامت إدارة محلية، وهو ملجأ أخير محتمل داخل سوريا لمعارضي الأسد.

ويقولون إنهم يأملون أيضا أن يؤدي النفوذ الإقليمي لتركيا ومهارتها الدبلوماسية ووجودها على الأرض لتجنيب إدلب مصير جيوب مثل تلك الواقعة في شرق حلب والغوطة الشرقية ودرعا.

وقال قيادي بالمعارضة يدعى عبد الحكيم الرحمون "دور تركيا لن يسمح بتكرار سيناريو الغوطة أو درعا بإذن الله".

وتحملت إدلب والمناطق المحيطة بها العبء الأكبر الناجم عن سنوات من الضربات الجوية الروسية والسورية التي قتلت آلاف المدنيين. إذ أن أكثر من نصف سكان المنطقة البالغ عددهم ثلاثة ملايين شخص هم بالفعل نازحون فروا من منازلهم.

وتخشى تركيا من أن يؤدي شن هجوم على المنطقة لموجة نزوح جديدة تزيد من عدد اللاجئين السوريين على أراضيها الذين يبلغ عددهم 3.5 مليون لاجئ.

لكن بعض المعارضين يقولون إن روسيا عازمة على القضاء على كل معارضي الأسد وستستغل وجود هيئة تحرير الشام في إدلب كذريعة لدفع تركيا لقبول هجوم عسكري.

ويقوم المعارضون حاليا بالاستعداد بتفجير جسور وحفر خنادق وإرسال مجندين إلى الخطوط الأمامية.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!