ترك برس

رأى الباحث التركي المتخصص في شؤون الشرق الأوسط، علي سمين، إن تركيا ستطرح على طاولة مفاوضات القمة الثلاثية في طهران قضيتي مصير المدنيين وإشكالية اللاجئين في مدينة إدلب، إذا شنت قوات النظام عملية عسكرية على المدينة، وأنها ستعمل على منع الصراع المسلح.

وتتوجه أنظار العالم اليوم إلى العاصمة الإيرانية طهران لمتابعة مخرجات القمة الثلاثية التي تجمع رؤساء تركيا وروسيا وإيران، التي ستركز على مصير مدينة إدلب السورية.

وأضاف أن من المتوقع أن تعمل تركيا على منع الصراع المسلح في المنطقة، وأن من بين الأهداف الرئيسة التي تسعى إليها تركيا منع مذبحة المدنيين، وإحباط موجة هروب جماعية جديدة للاجئين من المنطقة.

وأشار الباحث التركي إلى أن القمة سيكون لها بعد اقتصادي، كما تأمل تركيا في وضع بعد جديد لمفاوضات أستانا.

وأوضح أن أنقرة نجحت في إنشاء مناطق آمنة لا تريد فيها أي تدخل عسكري، وذلك بفضل الحملات التي شنتها في شمال غرب سوريا، مثل عملية "غصن الزيتون" في عفرين و"درع الفرات"، ولذلك من المتوقع أن تناقش تركيا هذا الموضوع مع نظرائها.

وأردف أن أنقرة تسعى إلى تحقيق الاستمرارية بشكل كامل في انتظار الاستقرار النهائي، ومن ثم إعادة البناء والتطوير، وهذا ما تبحث عنه تركيا.

وحول وضع تركيا في إدلب، رأى سمين أن من الخطأ القول بأن تركيا غير موجودة في المدينة، حيث إنها أقامت منذ مدة  نقاط مراقبة في إدلب للسماح بوقف إطلاق نار فعال بالرغم من تزايد عدد القوات المرسلة إلى هذه المنطقة والذي لا يزال يستمر في الارتفاع.

ولفت إلى أن إقامة مناطق المراقبة التركية في إدلب تدل على أن أنقرة تعرف جيدا القوى التي ستصادفها هنا. لذا، يجب أن نسأل أنفسنا الآن ماذا سيحدث إذا اجتمعت القوات المسلحة الموالية للأسد والجيش التركي.

واعتبر سمين أن القمة الثلاثية ستكون بالغة الأهمية لإيران، لافتا إلى أن ملف إدلب ليس من القضايا المهمة التي تشغل النظام الإيراني، لأن طهران تركت مهمة معالجته لروسيا، أما هي فموجودة في مناطق أخرى.

وأوضح أن إيران لها اهتمامات اقتصادية، لأن سوريا بلد غني بالموارد الطبيعية ومنتج كبير للفوسفات. ولطالما كانت إيران داعمة لنظام الأسد خلال هذه الحرب، ومن الطبيعي أن تتوقع طهران أن تحصل على مقابل اقتصادي من الموارد الطبيعية السورية.

وأضاف أن ما يزعج إيران هو حصول الشركات الروسية على أولوية أكثر في إطار الاتفاقات التجارية الموقعة مع النظام السوري أخيرا، ومن الطبيعي أن تحاول طهران أن تستعيد دورها اقتصاديا في سوريا خلال المفاوضات القادمة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!