ترك برس

عثر فريق من علماء الآثار الأتراك على كريم مرطب خاص بجفاف العيون في مقبرة في مدينة إيزانوي التاريخية، كما تحتوي هذه المدينة على أحد المعابد الذي لا يزال في حالة جيدة، وهي تقع في منطقة الأناضول.

في أحد القبور الذي يعود تاريخه إلى 2200 سنة، اكتشف فريق من علماء الآثار الأتراك جرة فخارية حُفظ فيها كريم مرطب خاص بالعيون. وقد اكتشف العلماء هذه الجرة خلال عملية تنقيب في مدينة إزانوي التابعة لولاية كوتاهية.

وفي تصريح أدلت به لوكالة الأناضول للأنباء، أفادت رئيسة فريق التنقيب الأستاذة إليف أوزير، بأن فريقها الذي يضم 55 عالما توصلوا إلى اكتشافات مهمة للغاية بفضل عمليات التنقيب التي نفذوها في المقبرة القديمة. وتمحور جل هذه الاكتشافات حول طقوس الجنائز التي كانت تميز السكان الذين عاشوا قديما في مدينة إيزانوي.

تعليقا على هذه المسألة، أكدت أوزير أن "الأضرحة المتواجدة في هذه المقبرة يعود تاريخها إلى 2200 سنة، مشيرة إلى أن الأشخاص المدفونين في المقبرة خلال القرن الثاني قبل الميلاد، تم حرقهم قبل دفنهم. ومن بين الاكتشافات المثيرة للانتباه العثور على جرة فخارية تحتوي على كريم مرطب يستخدم لترطيب العيون التي تعاني من الجفاف.

وقد أوردت الأستاذة أوزيل: "نحن نعلم أن هذه الجرة الفخارية كانت تستخدم من أجل حفظ الكريم المرطب الخاص بالعيون خلال فترة روما القديمة". كما أشارت أوزيل إلى أنه تم العثور على النبتة التي كانت تستخدم لأغراض طبية خلال أواخر القرن الثامن عشر لعلاج جفاف العيون، في إقليم ليقيا جنوب السواحل التركية، وفي الهند أيضا.

وأضافت الأستاذة أوزيل: "عندما نطلع على نصوص المؤلفين القدامى، ندرك تماما أن الجنود كانوا يستخدمون هذا الكريم. كما تحدثت المصادر القديمة عن استخدام الجنود الروم في مصر لهذا المرهم. وقد عثرنا على هذه الجرة في أحد قبور الرجال الذي يعتقد أنه كان جنديا".

بناء على المعتقدات الشائعة خلال تلك الحقبة الزمنية حول الحياة بعد الموت، تعتقد الأستاذة أوزيل أن أهالي هذا الجندي وضعوا جرة مليئة بالكريم المرطب لجفاف العينين في قبره حتى يستخدمها وقت الحاجة خلال حياته الأخرى. وقد ذكرت أوزيل أن هذه الجرة الفخارية متواجدة حاليا في المتحف الأثري بكوتاهية.

سنة 2012، رُشحت مدينة إيزانوي الأثرية ليتم تصنيفها ضمن التراث العالمي من قبل منظمة اليونيسكو. وتقع هذه المدينة تحديدا في منطقة تشيفدير حصار الواقعة في مدينة كوتاهية، وقد شُيدت سنة ثلاثة آلاف قبل الميلاد. وقد ازدهرت إيزانوي القديمة خلال فترة الاحتلال الروماني، الممتد بين القرنين الأول والثالث قبل الميلاد.

وقد عاشت مدينة إيزانوي تحت حكم الكنيسة الأسقفية خلال فترة الاحتلال البيزنطي إثر سقوط روما. ومنذ بداية القرن السابع، بدأت هذه المدينة في الانهيار واستحالت قلعة بسيطة تم بنائها على تل الجبل، حيث يوجد معبد زيوس. ويعد هذا المعبد من أفضل المعابد التي لا تزال قائمة إلى حد الآن في كامل أرجاء منطقة الأناضول.

تزخر مدينة إيزانوي بالعديد من المواقع الأثرية الأخرى على غرار مسرح يتسع لحوالي 20 ألف متفرج، وملعب يضم 135 ألف مقعد. وبالعودة إلى أصل تسمية منطقة "تشيفدير حصار" الذي يجمع بين عبارتين، فإن الكلمة الأولى تشير إلى اسم قبيلة التتار التي شيدت القلعة خلال فترة السلوقيون، أما الكلمة الثانية فتعني القلعة.

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!