مراد كلكيتلي أوغلو – صحيفة أكشام – ترجمة وتحرير ترك برس

جميعنا تابعنا بنظرات ملؤها القلق القصف الذي نفذته روسيا والنظام السوري على إدلب.

وقوع مأساة إنسانية في المدينة التي يقطنها ثلاثة ملايين ونصف مليون نسمة، وبدء موجة هجرة كبيرة إلى تركيا هما مسألة وقت لا أكثر.

لكن أحدًا من الفاعلين على الساحة السورية لا يقدم على خطوات ملموسة من أجل إيجاد حل لهذه الأزمة، لا الولايات المتحدة وبلدان الاتحاد الأوروبي من جهة، ولا روسيا والنظام السوري في الجهة المقابلة.

على مرأى ومسمع من الجميع، تلوح بوادر واحدة من أكبر المجازر في القرن الواحد والعشرين، دون أن يحرك المعنيون ساكنًا.

الخروج من هذا الطريق المسدود يمر عبر أنقرة.

سألخص لكم الوضع إن شئتم:

نفذت تركيا بنجاح عمليتي درع الفرات أولًا، ومن بعدها غصن الزيتون ضد ذراع حزب العمال الكردستاني في سوريا تنظيم حزب الاتحاد الديمقراطي الإرهابي، الذي زودته الولايات المتحدة بآلاف الشاحنات من الأسلحة.

وبعد تطهير مناطق شمال سوريا من مسلحي "الاتحاد الديمقراطي"، عقدت أنقرة اتفاق منبج مع واشنطن، الأمر الذي أوقع الإرهابيين في موقف حرج.

وعندما أدرك قادة حزب الاتحاد الديمقراطي أن مرحلة انهيار التنظيم بدأت، هرعوا إلى دمشق، حيث تفاوضوا مع الأسد واقتراحوا عليه مشاركتهم في الهجوم المزمع ضد إدلب.

ومع قبول الأسد الاقتراح ظهر وضع غريب. فحزب الاتحاد الديمقراطي، الذي زودته الولايات المتحدة بالأسلحة، يهاجم إدلب جنبًا إلى جنب مع جيش النظام السوري، المدعوم من جانب روسيا.

هذه هي الفكرة التي أردت توضيحها! لم يكن قولي إن تركيا هي البلد القادر على حل المشكلة في إدلب عن عبث. لأنها تدرك جيدًا ديناميات المنطقة، وأثبتت خبرتها الميدانية من خلال تنفيذ عمليتين عسكريتين ناجحتين.

وبينما نستذكر كيف وقفت القوات المسلحة التركية تنتظر على مدى أيام من أجل عدم إلحاق الأذى حتى بمدني واحد، يتوجب على روسيا التفكير مليًّا وهي تقدم الدعم للأسد الذي يقصف إدلب بالتعاون مع إرهابيي حزب الاتحاد الديمقراطي.

وعند النظر إلى الوضع الراهن من هذه الزاوية، تتضح بجلاء أهمية التقييم الدقيق للمنظور الذي قدمه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان خلال القمة الثلاثية أمس في طهران بين روسيا وتركيا وإيران.

عن الكاتب

مراد كلكيتلي أوغلو

كاتب في صحيفة أكشام


هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!

مقالات الكتاب المنشورة تعبر عن رأي كاتبها، ولا تعبر بالضرورة عن رأي ترك برس