ترك برس

انتقد ناشطون وإعلاميون عرب صمت قيادات بلدانهم عن ما يتعرض له السوريون من ظلم وقتل وتهجير منذ أعوام على يد نظام الأسد المدعوم من روسيا وإيران، تزامنًا مع قمة طهران الثلاثية بشأن الوضع في محافظة "إدلب" آخر معاقل المعارضة السورية.

وأظهر الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، خلال القمة الثلاثية، موقفًا حازمًا في الدفاع عن حقوق السوريين، أمام نظيريه الروسي فلاديمير بوتين، والإيراني حسن روحاني، وسط غياب عربي.

الإعلامي السعودي المعروف، جمال خاشقجي، علّق التطورات بتغريدة عبر موقع "تويتر"، قائلًا: "وحدها تركيا تدافع عن سلامة وحرية بضعة مليون سوري عربي في إدلب في وجه روسيا وإيران، والعرب بين غائب وكائد!!".

بدوره قال الأكاديمي الكويتي، عبد الله الشايجي، في تغريدة: "صحيح وحدها تركيا كما في قمة طهران وتغريدات أردوغان أمس".

وأشار إلى دفاع تركيا عن 3.5 مليون سوري سني في إدلب، نصفهم ممن نقلهم النظام وروسيا وإيران مع "المقاتلين الإرهابيين" من مناطق أبادوها ودمروها في سوريا.

وقال أردوغان خلال القمة إن وقف إطلاق النار عبر إيقاف القصف على "إدلب" ضرورة ملحة، "وإذا ما تمكنا من إعلان هدنة فإنه سيكون إحدى أهم الخطوات المتخذة في القمة والتي من شأنها أن تثلج صدور المدنيين".

وأشار إلى أن "حماية المدنيين والفصل بينهم وبين العناصر الإرهابية والحفاظ على الوضع القائم في إدلب من القضايا المصيرية.. حيث تعد إدلب نموذجًا مصغرًا لسوريا برمتها، واتخاذ خطوات خاطئة في هذا الصدد ستكون له انعكاسات سلبية على كافة الأصعدة".

وشدّد على أن "انتهاج أساليب لا تكترث بسلامة المدنيين السوريين وأمنهم، لن يعود بأي فائدة على أي جهة سوى أنها ستصب في صالح الإرهابيين. لقد كافحنا من أجل وقف إراقة الدماء في سوريا، واستضفنا إخواننا السوريين دون أي تمييز".

في السياق، نشرت صحيفة "عربي21"، تقرير تحدثت فيه عن غياب المواقف العربية المطالبة بتجنيب إدلب والشمال السوري عواقب التصعيد الذي تحضر له روسيا والنظام وإيران، باستثناء القلق الكويتي حيال الحشود العسكرية التي تتوافد إلى إدلب، الذي عبرت عنه الدولة، الأربعاء.

وربط عضو "الهيئة الدستورية" عن المعارضة، والمحلل السياسي الدكتور إبراهيم الجباوي، بين تراجع وتقلص الدور العربي في الملف السوري وبين إعلان إدارة ترامب عن وقف الدعم للثورة السورية (العسكري والإغاثي والإنساني).

وأوضح أنه "مع وقف دونالد ترامب لهذا الدعم، بدأت الدول العربية بالانسحاب تدريجيا من الملف وتحديدا الملف العسكري، لأن الدعم العسكري للجيش الحر لم يكن أمريكيا بحتا، وإنما من كل أصدقاء الشعب السوري الأعضاء في غرف الدعم العسكرية (الموك، الموم)".

وأكد الجباوي أن الدول العربية امتثلت للأوامر الأمريكية التي تقود الدعم، مبينا أن الدور العربي تلاشى تدريجيا ما بعد لقاء ترامب- بوتين على هامش قمة العشرين في هامبورغ صيف 2017، ليتم عهد الملف السوري إلى روسيا بشكل كامل.

وبالنباء على ذلك، اعتبر الجباوي أن الملف السوري أصبح بين فكي كماشة، جانبيها روسيا وأمريكا، الأمر الذي أقصى كل الأدوار الأخرى الإقليمية منها أو العربية، باستثناء الدور المحدود لتركيا، والدور الإيراني المكمل للدور الروسي.

وعن تداعيات ذلك، اعتبر الجباوي أن كل ذلك أدى إلى استعادة روسيا كافة المناطق التي كانت تسيطر عليها المعارضة السورية.

وقال المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، في مقال نشرته صحيفة "ديلي صباح" التركية، إن إدلب هي منطقة وقف تصعيد بموجب اتفاق أستانة. وقد أنشأت تركيا وروسيا وإيران، بصفتها الدول الضامنة الثلاثة، مراكز عسكرية في المحافظة، من بينها 12 مركزا لتركيا.

وأضاف قالن: "لعل وجود الجنود الأتراك في المحافظة هو الضمان الوحيد لمنع أي هجوم كبير؛ لأن المقاتلات الروسية والقوات البرية التابعة للنظام لا تستطيع شن هجمات في وجود الجنود الأتراك هناك.

نحن نعلم أنهم لا يبالون بالمدنيين ولا بقوات المعارضة الشرعية والمعتدلة. ومن ثم فإن أي هجوم على إدلب باسم القضاء على الجماعات الإرهابية سيقوض عملية أستانا".

وتابع: "لقد بذلت تركيا قصارى جهدها وستواصل جهودها الدؤوبة لمنع وقوع كارثة إنسانية أخرى في سوريا. يجب أن يتخطى الدعم الدولي عبارات القلق أو "الغضب"، مثلما يفعل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بتغريداته على تويتر.

يجب أن يترجم الدعم الدولي إلى عمل ملموس من أجل حل سياسي وخطة للاجئين. إن ادلب قنبلة موقوتة نستطيع إيقافها وبدء عملية جديدة في سوريا، إذا أصبح المجتمع الدولي جادًا بشأن الحرب السورية، وأظهر اهتمامه بالشعب السوري".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!