ترك برس

قال برهان الدين دوران، الخبير الاستراتيجي التركي، ومنسق وقف "سيتا" للدراسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية، إن نجاح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، في تأمين وقف إطلاق النار بإدلب السورية، خلال قمة طهران الأخيرة، يضفي عليها مسؤولية تأمين استمرار هذا الأمر وحمايتها ضد محاولات انتهاكها من قبل النظام والروس والمجموعات الأخرى، واصفاً ذلك بالمهمة الصعبة التي تنتظر أنقرة.

جاء ذلك في مقال للكاتب نشرته صحيفة "صباح" التركية، تناول فيها نتائج قمة طهران التي جمعت زعماء تركيا وروسيا وإيران، للحديث حول مستقبل سوريا ومصير محافظة إدلب، آخر معاقل المعارضة.

وأضاف "ضوران" أنه لا يمكن القول إن القمة توصلت إلى صياغة نهائية لحل أزمة إدلب. إلا أنها ساهمت مبدئياً في منع وقوع كارثة وأزمة إنسانية مدنية هناك.

وتابع: "الدعوة إلى ترك الأسلحة في إدلب، ستمنح المزيد من الوقت لتأمين وقف إطلاق النار. ولا شك أن إصرار أردوغان كان له دور بارز في التوصل إلى هذه النتيجة. حيث نجح في إقناع بوتين وروحاني، في وقف إطلاق النار بإدلب حالياً."

نعلم أنّ غاية أردوغان عند التوجه إلى طهران، كانت عرقلة تنفيذ روسيا وقوات الأسد، عملية عسكرية شاملة على إدلب. ونجح في التوصل إلى غايته هذه."

وأوضح الخبير التركي أن عملية وقف إطلاق النار هذه ليست قطعية، إلا أن تركيا اكتسبت المزيد من الوقت لإتمام رؤيتها التي تبنتها في القمم السابقة حول سوريا، حيث كانت قد تبنت دور انتقال المناطق التي يتم منها توجيه الضربات إلى القوات الروسية والسورية في إدلب، إلى سيطرة المعارضة المعتدلة، لتجنيب إدلب ضربة عسكرية.

واعتبر "دوران" أنه لن يكون من السهل الحفاظ على وقف إطلاق النار الذي تم الإعلان عنه في طهران، لأنه يجب عدم انتهاك هذه الهدنة الذي أصر أردوغان على إضافته للبند الثالث أو الرابع من البيان الختامي، من خلال اعتداءات تكون مصدرها موضع جدل، على حد قوله.

وأردف: "كما يتوجب حماية وقف إطلاق النار، من تلاعبات وتضليلات النظام السوري، وتحريضات المجموعات المتطرفة. الأمر الذي يُحتّم إخراج هيئة تحرير الشام والمجموعات المتطرفة الأخرى، من المناطق الحساسة على الأقل."

وتساءل الكاتب عن كيفية تحقيق تركيا هدفها الجديد، وهي التي ساهمت في تأمين حدوث الانشقاقات في هيئة تحرير الشام دون وقوع اشتباك؟ وهل ستقنع التنظيمات المتطرفة بالانسحاب عبر الإشارة إلى إصرار القوات الروسية، الأسدية والإيرانية بتنفيذ عملية على إدلب؟ أم ستنفذ عمليات مشتركة على أهداف معينة؟ أم كيف يمكن عرقلة محاولات روسيا والنظام السوري لانتهاك وقف إطلاق النار تحت حجج مختلفة؟

واختتم "دوران" مقاله بالإشارة إلى أن قمة طهران، شكلت فرصة جديدة لبدء العملية السياسية في سوريا عبر تأمين وقف إطلاق النار بإدلب التي وصفها أردوغان بأنها عبارة عن "سورية مصغرة".

هل أعجبك الموضوع؟ شاركه مع أصدقائك!